الشاعر رضا صافي يستصرخ العرب لتحرير الأقصى.
بروحي صــــــلاح وأنداده وشعب تفانى ولم يستنم
ولم يثنه طول عهد الكفاح ولم يلق سيفاً لفرط الألم
إلى أن جلا الغدر عن داره هزيماً يعض بنان الندم
ويحمل أحقاده في الحشا جــــراحاً تنزّ فما تلتئم
يستصرخ البطل صلاح الدين الأيوبي ، ويقول له لقد رجع الأعداء بكيدهم وغدرهم ، فقم لترد عنا تلك الهجمة الشرسة ...
واصلاح الدين ! هاهم رجعوا يملؤون المهد رجساً والحرم
باسم موسى اليوم ، يا ويلهم برئت ذمته من كيدهم
قم صلاح الدين ! ما زلنا كما شئت ، فادفعنا إلى ساح الكرم
قم ! ففي الدار جياد مضّها قصر الأرسان أو قرص اللجم
قم ! فحطين تنادي حرباً : واصلاح الدين ! أضناني الألم
قم ! فما الشام بناج ٍ من أذى إن تهاوى في فلسطين الأطم
ثم يهيب برؤوس العرب أن يحموا شعوبهم ، أو يتركوهم يدافعون عن أوطانهم وأعراضهم ...
وارؤوس العرب ! هل معتصم بينكم ، نلفي لديه مُعتصم
راقبوا الله بنا ، مـــــــا فترت همّة مــــنا ، ولا ضُنّ بدم
ادفعونا ، نبن من هـــــاماتنا ِشُرف الملك لكم شمّ القمم
أو دعونا ، نرم عن أعراضنا فنفز يوم اللقا أو نصطلم
ذمة العرب لمن يحفظــــــها ما لمن ضيّع أو زاغ ذمم
كل عرش ليس من أكبادنا أسه ، فهو قريباً للرغم
ثم يجأر الشاعر إلى الله ، ويدعوه بحرقة ، أن يالظلم والطغيان بدر ثانية فينا ، وأن ينصرنا على من ظلمنا وسلب حقوقنا :
إيه ربّ الذكر ! والذكر غدا هدف الحقد القديم المضطرم
وعدك اللهم أن تحــــــفظه أيضير الوعد أن لم نستقم ؟
ربّ ! آمنا ، وهذي بدرنا فاالظلم والطغيان الإيمان في قلب البَرَم
ربنا انصر جندك اليوم ، فإن يخذلوا ، فالربّ في الأرض الصنم