1 - الشاعر الحمصي عبد الهادي زين العابدين وفلسطين الجريحة.
( 1895 - 1965 م)
سيرة الشاعر:
عبدالهادي بن أحمد زين العابدين. ولد في مدينة حمص (وسط غربي سورية)، وفيها توفي. ولد في مدينة حمص سنة 1894 م وسافر إلى استانبول في فترة الحرب العالمية الأولى ، ودرس الطبّ هناك ، وعاد قبل أن يتمّ الدراسة الأخيرة
بسب الحرب. هو طبيب وخطاط وشاعر مُجيد ، له ديوان " العٍقْد المفصّل في الشعر المفضّل " مكوّن من قسمين ومعظمه في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم . له كتبات محفورة على محاريب الجامع النوري الكبير بحمص ، وكتابات رائعة بالدهان ) في الميتم الإسلامي بحمص وبعض الدوائر الحكومية تحتفظ عائلته الكريمة ببعض كتاباته ( بالحبر ) ، وهي قليلة نسبياً لا تتجاوز عشرة أعمال ، وهي التي شاركت في معرض دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 م عاش في سورية وتركيا.
تلقى معارفه الأولى في مدينة حمص، ثم رحل إلى إستانبول وهناك تلقى علم الخط العربي، إضافة إلى بعض العلوم الطبيعية، ثم عاد إلى مدينته طبيبًا وخطاطًا
وشاعرًا. زاول العمل الحر في مجال الخط العربي الذي برع فيه، وكان من أهم رواده حتى وفاته،
إضافة إلى عمله طبيبًا يقوم على علاج الناس بالأعشاب.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان في جزأين عنوانه «العقد المفصل في الشعر المفضل» - صدرا في حمص: الأول عام 1954 - والثاني 1955، ونشرت له صحف عصره أمثال جريدة الهدى، وجريدة العروبة، وجريدة حمص، عددًا من القصائد.
يدور ما أتيح من شعره حول همومه الذاتية والوجدانية. يعاني تحرقًا واشتياقًا، ويعذبه النوى. ببعض شعره نزعة حسية تتجه إلى مخادعة رمزية بادية، وكتب في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف، كما كتب في الفخر القبلي الذي يذكرك بأجواء عمرو بن كلثوم في معلقته. مهتم بقضايا أمته التحررية ولا سيما فلسطين. داع إلى التوحّد في مواجهة الأعداء، كتب التخميس الشعري، إلى جانب شعر له في الوصف واستحضار الصورة. اتسمت لغته بالثراء والعمق ورحابة الخيال.
مصادر الدراسة:
1 - أديب ملحم البستاني: مقدمة الجزء الأول من العقد المفصل.
2 - دراسة أعدها الباحث محمد غازي تدمري - حمص 2000.
3 - الدوريات:
- سليم عماري - فن الخط العربي - جريدة حمص 1957.
- وائل البني - جريدة حمص 1957.
عناوين القصائد:
* من قصيدة: فلسطين الجريحة
* من قصيدة: يا أخت سوريا
* من قصيدة: مولد النور
من قصيدة: فلسطين الجريحة
نـادت فلسطـيـن جـــــــيشَ العُرب جِئْ عجِلا >>>إنـي عـلى طردهـم لـم أستطع عــــــــمَلا
قـومٌ بـغَوْا واستـمّروا فـي تـمـرُّدهــــــم >>>ولـم أجـد لـي عـلى إتلافهــــــــم بطَلا
إلاّك يـا مـن عـيـونُ النـاس تـــــــرقُبُه >>>عسـاك تـنقذهـم مـن شـرِّ مـــــــــا نزلا
وإن تـمدَّ يـدًا تبـغـي إغاثتَهـــــــــــم >>>مـن بعـد مـا قنطـوا تُحـيـي بـهـم أمــلا
إلـيك تهفـو قـلـوبٌ فـي تشـرّدهـــــــــم >>>حتى غدوا مـن تـنـاهـي بؤسهـم مــــــثلا
قـد يُسعـد الله كفّارًا بنعــــــــــــمته >>>ولا يُصَبُّ الـبَلا إلا عــــــــــلى النُّبَلا
قـومٌ تجـمِّعُهـم أشـيـاعُهـــــــــــم زُمَرًا >>>وتبتـنـي لهـم فـي أرضنـــــــــــا نزُلا
تجـاوزوا بـالـتعـدّي حـيـنمـا وجـــــدوا >>>ممـن يسـاعـدهـم فـي بـغـيـهــــــم دولا
ومـا درَوْا فـي صـمـيـم الكـون أنَّ لنــــا >>>ربّاً إذا شـاء فـورًا حطَّم الــــــــــدُّوَلا
يبـدّل الأرضَ غـيرَ الأرضِ حـيـن يشـــــــا >>>بقـدرةٍ حـارَ فـي إدراكهـــــــــا العُقَلا
يـطـوي السمـاء إذا حـانـت مشـــــــيئته >>>طـيَّ السجلِّ ويُنشـي غـيرهـا بــــــــــدَلا
حتى الكـواكبُ تهـوي فــــــــــــي تصرُّفه >>>والـمـلكُ لله فـي الـدنـيـا وحــــيث عَلا
لنـا فلسطـيـنُ مُلْكًا لا يـزول وعــــــــن >>>جنـات فِرْدوسهـا لا نـبتغــــــــــي حِوَلا
إلـيك نشكـو إذا مـا حـلَّ فـي بـلـــــــدٍ >>>مَرّت عـلـيـه سنـونٌ فـي يـد الـــــــدُّخَلا
يسعـون للشـرّ سعـي الظالـمـيـن وقــــــد >>>سدّوا لإنقـاذهـا فـي وجهـنــــــا السُّبُلا
يرمـون بـيـتًا بـه يُتلى بـمـوعــــــــظةٍ >>>إنجـيلُ عـيسـى بصـوتٍ للسمـاء عــــــــلا
ومسجـدُ الـمـصطفى تُتلى بـــــــــــه سُوَرٌ >>>مـن محكـم الـذكر يحـمـي مـن بــــه دخلا
وكـم نـبـيٍّ تلا آيًا مـــــــــــــــنزّلةً >>>مـن وحـيـه وحـوت فـي أرضهــــــــا رسُلا
يـا جنةَ القـدسِ كـم فـيك الـمســــيحُ مشى >>>والـمـصطفى لك فـي إســــــــــرائه وصلا
يـا روحَ أحـمد يـا روحَ الـمســــــيح إذًا >>>رُدّا عـلى كـيـدهـم مـا دبَّروا حـــــــيَلا
لـيعـلـمـوا أننـا بـالله عِصْمَتُنــــــــا >>>ولـم نجـد غـيرَه فـي الأمــــــــر متَّكَلا
سـيـنظرون إذا سـارت عسـاكرنـــــــــــا >>>يـومَ الجهـاد تدكّ السهل والجـبــــــــلا
ولـيشهدوا أننـا يــــــــــومًا إذا برزت >>>أبطـالنـا فـي الـوغى لا تعـرف الـــوجَلا
إنـا لَقـومٌ أولـو مـجـدٍ أولـو شـــــــرفٍ >>>أولـو فخـارٍ إذا مـا الخـصـمُ قــــد سألا
لنـا الـحضـارة نجـمٌ يستضـاء بـــــــــه >>>كـيف الـحـيـــــــاة إذًا إن غاب أو أفَلا