الطبيب الشاعر وجيه البارودي - الـحل الأخـير ...
الـحـــــل الأخـــــــير ...
أتيتُ فما وجدتك وانتظاري * بباب الدار ما أَجدى فتيلا
صبرتُ .. صبرت حتى عِيلَ صبري * وبات الصبر أمراً مستحيلا
فعدت معربداً, أهذي وأنوي اعـ * ـتزالا يطرح الهم الثقيلا
وقلتُ البعد يحفظ ماء وجهي * فلا أخشى الجفاف ولا الذبولا
وطالت عزلتي شهرا, فخارت * قواي, ورحت ألتمس الحلولا
فأولها صلاة وابتهال * لعل الله يفتح لي سبيلا
وثانيها سؤال من نسيب * أتاني حاملا طفلا عليلا
وثالثها أطوف عسى أراها * وأذرع حيّها عرضا وطولا
ولُذْت بهاتفي فأثار سخطي انـ * ـقطاع .. في الخطوط مدى طويلا
وأعيتني الأمور, فليس إلا * رجوعي بعد عصياني ذليلا
هو الحل الأخير, وكل حل * سواه, بات معتلا هزيلا
فعدت كمن توسل في مَتاب * وغفران, وكنت أنا القتيلا
وأشعر بالمهانة, غير أني * محق, فالهوى عكس الأصولا
أهش لقاتلي وأنا سعيد * أصوغ قصائدي شكرا جزيلا
وقالوا : أنت مسحور, تقلّد * حجابا, واتخذ عنها بديلا
تحرَّ .. تجد عرائس جاهزات * وُهبن الحسن والخلق النبيلا
وإلا سوف تقضي العمر كبتا * ولو أغرقتها غزلا أصيلا
كذا فعلت بثينة مع جميل * وكم أسدى جميلُ لها جميلا