الطبيب الشاعر وجيه البارودي - حبي عـلى خطر.
حـــبي عــــلى خـــــطر
أين النهاية يا جمال ورحلتي * طالت وطال تشردي وعذابي
ودَّعت أحبابا غنيت بغيرهم * عنهم وكم بدلت من أحباب
لا أستقر بموطن فكأنني الـ * ـعصفور من غاب أطير لغاب
زعموا الهوى ملك الشباب وليتهم * قرؤوا نسيب الشاعر المتصابي
للأربعين طفولتي وبراءتي * وبمطلع السبعين أوج شبابي
أرنو إلى الحسناء أشبع حسنها * درسا وتمحيصا, وتجهل ما بي
لم تدر أني ذبت في تكوينها * وغرقت في سكري بغير شراب
أين النهاية حِرت في أمري وهل * أحيا مدى عمري على أعصابي
حبي على خطر وإرهاب وهل * حب بلا خطر ولا إرهاب راض بضنك العيش في ظل الهوى *ماض ولو أن الهلاك عقابي
من قصيدة: كيفما كان حالها مقبول
كل يوم لها اعتذار جديد * كيفما كان عذرُها مقبولُ
وقد استنفَدَتْ جميع المعاذيـ *ـر بقاموسها وظلت ذيول
ثم ظنت أني أصدق حقا * جُلّ أعذارها, وأني جهول
ضاق صدري بما تحملت منها * وتلاشى حلمي وصبري الجميل
ثم غابت شهرا طويلا, وعندي * كل يوم تغيب شهر طويل
حلفت سافرت بعيدا, وكانت * في اشتياق, وقلبها متبول
أيّ داع أقوى من الحب حتى * تتلهى عني, فماذا أقول?!
إن عَتبي مهما تفاقم عُنفا * عند أهل الإنصاف عَتب ضئيل
لي حقوق عليك يفرضها الحـبْ * ـبُ, وللحب شِرعة وأصول
فَصِليني بنظرة وحديث * ولْيَفُتْني العناق والتقبيل
ويمينا أرضى بومض لقاء * وكثير هذا القليل القليل
وإذا أشْكَلَ اللقاء اهتفي لي * فبهذا عن اللقاء بديل
وإذا عرقل الهتاف رقيب * فليصل بيننا النسيم العليل
أنا في الليل ساهر وإلى القلـ * ـبـين في الليل هاتف موصول