بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد .. أحبتي في الله ..
تعالوا نستمر في الشحن الإيماني بعد استمداد القوة ، بأن نتزود اليوم بالوقود ( الشكر ) ونرتقي في سلم العبودية بالافتقار إلى رب البرية .
كان محارب بن دثار قاضي أهل الكوفة يقول في مناجاته لله و يرفع بها صوته :
أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد ....و أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد ....و أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد ....و أنا الصعلوك الذي مولته فلك الحمد ....و أنا الأعزب الذي زوجته فلك الحمد ....و أنا الساغب ( الجائع ) الذي أشبعته فلك الحمد ...و أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد ....و أنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد .....و أنا الغائب الذي أويته فلك الحمد .....و أنا الراجل الذي حملته فلك الحمد ربنا و لك الحمد ربنا حمدا كثيرا على حمد .
شعارنا اليوم : شكر وافتقار .
واجبنا العملي :
(1) تذكر واكتب عشر نعم أنعم الله عليك بها ، كلما تذكرتها يزداد حبك له ، وتزداد حياءا منه فيوجب ذلك ( الشكر والافتقار ) .
(2) تودد له فأكثر من الحمد ليرفع لك لواء الحمد يوم القيامة ، تذكر : " وكن من الشاكرين " .
وخذها نصيحة من سلفنا الصالح :
عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال : لما قال سفيان الثوري لا اقوم حتى تحدثني قال له أنا أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير .
يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن الله عز وجل قال في كتابه : " لئن شكرتم لأزيدنكم "
وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال في كتابه : " استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "
يا سفيان إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة الا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة .
فعقد سفيان بيده وقال ثلاث وأي ثلاث قال جعفر عقلها والله أبو عبدالله ولينفعنه الله بها .
فالحمد لله ، واستغفر الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .