الشاعر محمد رباح - وكذا الثلوج فهي تجعل حمص كالعروس التي تتمايل في ثوبها الأبيض الفتّان.
في حِــمْــصَ ثَـــوْبُ الــثَّــلْجِ يَكْــسُــوْهَــا كَماْ
تُــكْــسَـى الـــعَـــروْسُ بـِــثَــوْبِــهَــاْ الْـــفَــتَّــانِ
ويحنّ الشاعر إلى كليته التي درس فيها في حمص (كلية البتروكيميا) وأيامها الجميلة وصحبة الرفاق والخلان، فيخاطبها:
كليتي قد طال بعدي فاحفظي
عهدي فإنّ لقاءنا لقريب
لازلت منذ فراقنا أشكو الأسى
والدمع من يوم الوداع صبيب
- ثمّ يرثي حالها وما وصلت إليها فيقول في قصيدته (إلى كلية الأحرار: كلية البتروكيميا):
يا ساحةً بِالعِشقِ يَنبضُ زَهرُهَا
أزهارها رَغمِ الجِراحِ تفـوحُ
تَبكينَ إنْ جَاءَ المَـساءُ لِفقدِنَا
وتَدبُّ فِيكِ مَع الصَّباحِ الرُّوحُ
والدَّمعُ مِن بَعدِ ابتسَامَتِنا هُنا
يَجــرِي ويَبكي قَلبُنا المَذبُوحُ
اليَومَ يَصرُخُ فِي فَضاءِك طَالبٌ
فوق ا لجِـدَارِ مُقَـيَّـدٌ مَشبُوحُ
- لقد كانت حمص في قلب الشاعر العشقُ الممتد بين خلايا الفؤاد، نهاية الموت وبداية الميلاد:
يَا حِمصُ يَا أَوتَارَ قَلبِي إنَّ فِي
عِشْقِي لأَرضِكِ عِلَّتِي ودَوائِي
يا مُهجَتي يَا حَسرَتي يَا لَوعَتِي
يَا دَمعَتِي فَي اللَيلةِ الظّلماءِ
- وهو منذ غادرها ترك قلبه مرميّاً على أرصفة شوارعها يتنقّل بجسده بين المدن والبلدات تاركاً روحه تجول في حاراتها وأزقتها تكابد ألم البعد والفراق:
أنا والله مذ ودّعت حمصاً
تركت على شوارعها فؤادي
أسير على الدموع وإنّ روحي
على روحي بحمص غدت تنادي
- ولا يجد الشاعر غير الدموع التي تجري من المآقي طوفاناً مواسياً له في غربته وبعده عنها وشوقه إليها، فيقول :
شوقي لحمص أفاض الدمع من عيني
والقلب منــذ فـــراق الأهــل يحـتـرق
تمضي السنين ولم نكتب بقصـتنـا
يا حمص يوماً أنــّا ســوف نفترق