الشاعر خليل مردم بك والغزل.
للشاعر خليل مردم بك، غزل تقليدي مطبوع بطابع الأناقة المهذبة والبعد عن معاني التبذل والاستهتار الخلقي، لأن عقله كان يغلب عاطفته ويقودها دائماً، لكنه سمح لهذه العاطفة أن تنطلق من قمقمها مرة في قصيدته «الرقص» التي نظمها في الإسكندرية عام 1926 بعد أن شارك فيها، فوصف فرسانها وحركاتهم الرشيقة وصفاً دقيقاً ومفصلاً حتى كأننا نراها أمام أعيننا، وتعد هذه القصيدة من
روائع شعره:
نفخ الصور فهبوا مسرعين * مثل ما نفرت طيراً بالصفير
وعلى الصهباء كانوا عاكفين * من رأى سرب مها حول غدير
كل إلفين انضوى شملهما * أقبلا فاعتنقا أي اعتناق
لو صبت الماء ما بينهما * لم يكد يخلص من فرط اعتلاق
علقت كف بكف منهما * شركاً واختلف ساق وساق
ودنا الخدان من بعضهما * حينما الجيدان هما بالتلاق
وعلى الأنغام كانت لهما * خطوات باتزان واتساق
رفصا شتى ضروب وفنون *من دبيب خافت أو ذي صرير
بينما عومهما عوم السفين * إذ هما بالخجل كالطير الكسير.
طبع أول ديوان له لأول مرة عام 1960 أي بعد وفاته بسنة، أما باقي كتبه النثرية فلم يظهر إلا في السبعينات.