خليل مردم بك - (يوم الفزع الأكبر).
هاجم الاستعمار في قصائده، وفضح بغيه وعدوانه، ولعلّ من أعنف ما هاجم به الاستعمار قصيدته الشهيرة (يوم الفزع الأكبر) التي أطلقها إثر قصف دمشق وحرق دورها عام 1925.
باتت دمشق على طوفان من لهب
يوم الفزع الأكبر
أمده الدمع حتى غاض جائده .. فمن بأدمع عينيه يرافده
الروح والدم والأحداق ود لها .. لو تستحيل إلى دمع يناجده
مشرد النوم ماقرت مضاجعه .. وهل تقر بموتور وسائده
باتت دمشق على طوفان من لهب .. يادين قلبي من خطب تكابده
موج من النار لا تهدا زواخره …. يمده آخر ما ارتد وافده
وبل القذائف هطالا له مدد ….والنار والنفط والتهديم رافده
في ذمة الله والتاريخ ما لقيت ….وفي سبيل الأماني ما تصامده
أمسى الذي كان في جناتها فرحا…. بمارج من سعير فار واقده
ورب مكنونة كالدر ضن به ….على العيون فصانته نواضده
تخطت النار ليلا وهي حاملة ….طفلا قضى برصاص القوم والده
فيما تناءت به حتى أتيح له ….شطية بان منها عنه ساعده
ضمت إلى صدرها شلوا يسيل دما ….كالطير هاض جناحا منه صائده
ياهول ذلك من مرأى شهدت وقد ….وددت لو كنت أعمى لا أشاهده
قف في الخرائب وابك المجد معتبطا ….فإنها يا لأحزاني مراقده
الذكريات من التاريخ قد درست ….وطارف المجد موؤود وتالده
يا آسي الجرح بادر ضمد سائله ….إذا تريثت لم تنجع ضمائده
بقية السيف والنيران إن لكم ….شأنا تراءت على قرب شواهده
لكم وإن مسكم قرح وطول أذى ….من طيب الذكر بعد اليوم خالده
لله يومكم يوما فإن له…. ما بعده وإن اشتدت شدائده
لله معقلكم من معقل أشب ….على الوئام لقد شيدت قواعده
عالي البروج تعالى فوقه علم ….الحق رافعه والحق عاقده
أما دمشق فلا ترجو لنجدتها ….سوى فتاها الذي شاعت محامده
بلوعة الثكل تدعوه لينصرها ….وبالجراح التي تدمى تناشده