تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
موضوع: (خليل مردم بك ) وحكاية النشيد الوطني السوري. 2/25/2015, 18:58
(خليل مردم بك ) وحكاية النشيد الوطني السوري.
الأخوين
محمد فليفل (1899-1986) وأحمد سليم فليفل (1903-1995)
النشيد الوطني السوري
هو النشيد الوطني الرسمي للجمهورية العربية السورية تم تبنيه منذ العام 1938 م، ويعرف النشيد أيضا باسم نشيد حماة الديار نسبة إلى الكلمتين اللتين يبدأ بهما النشيد. توقف استخدام النشيد كنشيد رسمي خلال فترة الوحدة مع مصر وتمت الاستعاضة عنه بنشيد آخر هو مزيج من النشيد الوطني المصري آنذاك (نشيد الحرية) والنشيد الوطني السوري { حماة الديار } ، وكان هذا المزيج هو النشيد الوطني الرسمي للجمهورية العربية المتحدة، وبعد الانفصال في 1961م تم الرجوع إلى نشيد حماة الديار كنشيد وطني رسمي للجمهورية العربية السورية. قام بكتابة كلمات النشيد الشاعر خليل مردم بك وأما الموسيقى فهي من تأليف (الأخوين محمد - أحمد فليفل) تم تبنيها بعد إطلاق المسابقة التي أجريت لاختيار النشيد الوطني لسوريا عام 1938 م، وقد رُفِض لحنه في البداية، لكن النشيد كان قد انتشر في أنحاء البلاد، فقررت الحكومة أن تتبناه، وكافأت فليفل بمنحه وسام الاستحقاق السوري .
كان هنالك إجماع على اختيار كلمات الشاعر خليل مردم بك ككلمات لنشيد الوطن، ولكن في عام 1938 أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لاختيار لحن لـ «حماة الديار» وشُكّلت لجنة خاصة لهذا الغرض فتقدم لهذه المسابقة عدد كبير من الملحنين، حيث قارب عددهم الستين ملحناً وكان من قائمة المتقدمين، الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت، وعلى ما يبدو لم يرق ذلك اللجنة. وأمام رفض اللجنة استقبالهما لم يجدا من سبيل إلاّ اللجوء إلى السيد فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب السوري آنذاك حيث شكيا له اللجنة وردة فعلها، فطلب منهما سماع اللحن الذي أعجبه، وعلى ما يبدو فإن «الواسطة» لم يكن لها ذلك التأثير، لذلك لم يشأ فارس الخوري التدخل بعمل اللجنة بل طلب من الأخوين فليفل تعليم أطفال المدارس اللحن كنشيد وطني عادي لا كنشيد رسمي، وبهذه الطريقة انتشر النشيد واللحن على كل لسان وظل الأمر على حاله حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سورية، حيث مثل سورية فيه فارس الخوري (قصة جلوسه على كرسي المندوب الفرنسي معروفة) وفي ذاك الاجتماع تم إقرار حق سورية في الاستقلال، ومن هناك أعلن فارس الخوري، أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون «حماة الديار»، ألحان الأخوين فليفل. وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء لجيشنا الفتي عام 1946، كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل.
الخاتمة
توفي الشاعر العظيم خليل مردم بك في دمشق، في 21 تموز 1959، ودفن في مقبرة الباب الصّغير، بجوار محمد كرد علي، ومعاوية بن سفيان، وبقيت شلاّلات شعره ورذاذها، تبلّل شجر الياسمين، النّوافذ، الأحياء العتيقة، والشّرفات الخشبية الدّمشقية، شلاّلات تعشق الصّعود إلى العلا.