يعلم العديدون مدى الضيق الذي يسببه وجود كلمة "على طرف اللسان"، مع عدم القدرة على الإتيان بها.
ورغم ذلك يعد قليل التكرار في الحياة اليومية، إلا أنه يتكرر، وبشكل يومي، لدى مصابي الحبسة aphasia، وهي اضطراب ينجم عن إصابة الدماغ بالسكتة أو أي ضرر آخر يؤثر سلبا على عملية معالجة اللغة.
هذا ما ذكره موقع www.drugs.com الذي أضاف أن هذا الاضطراب قد يؤثر أيضا على مهارات القراءة والكتابة لدى بعض مصابيه.
وقد ذكرت إيلاين جانسفريد، وهي اختصاصية في النطق واللغة والمديرة التنفيذية لدى الجمعية الوطنية الأميركية للحبسة، أن الحبسة لا تتشابه تماما بين أي شخصين مصابين، فلكل مصاب تجربته الخاصة به، ذلك بأن الدماغ يختلف في استجاباته للإصابات من شخص لآخر.
وتجدر الإشارة إلى أن نحو نصف من يصابون بالحبسة يشفون بسرعة، أي خلال الأيام القليلة التي تلي إصابتهم بها. أما إن استمرت لمدة طويلة، أي من شهرين إلى ثلاثة أشهر، فعادة ما لا يتم الشفاء الكامل منها، إلا أن العديدين يستمرون بالتحسن لمدة سنوات إلى عقود.
وتعد السكتات الدماغية السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالحبسة، تليها إصابات الرأس والصداع النصفي (الشقيقة) والأورام الدماغية والمشاكل الدماغية الأخرى.
وبصرف النظر عن السبب المؤدي للإصابة بالحبسة، فإن احتمالية شفاء المصاب بها تزداد كلما بدأ العلاج بشكل مبكر.
وقد بين موقع news.health.com أنه بناء على درجة تضرر المناطق الدماغية التي تسيطر على اللغة، فإن الحبسة تنقسم إلى الأنواع الأربعة التالية:
- صعوبة التعبير عبر التكلم أو الكتابة.
- صعوبة فهم الكلام المنطوق أو المكتوب.
- صعوبة استخدام الأسماء الصحيحة للأشخاص والأماكن والأحداث وغيرها.
- الفقدان الكامل تقريبا للوظائف اللغوية، مع فقدان القدرة على نطق أو فهم الكلام.
وقد أوضحت كارين ريديل؛ وهي مديرة أمراض النطق واللغة في مركز إن واي يو لونجون في نيويورك، أن المعالجة اللغوية تتطلب تعاونا بين أقسام، أو أنظمة، دماغية عديدة. واستطردت قائلة إن الدماغ كله "يتحدث". ولهذا السبب، فإن الخيارات العلاجية لهذه الحالة تتنوع لمساعدة المصاب على استرداد قدراته اللغوية والنطقية قدر الإمكان، إلا أن العلاج الذي ينجح مع مصاب قد لا ينجح مع آخر.
وتتضمن الأساليب التي تستخدم في علاج هذه الحالة العلاج اللحني، وهو علاج يستخدم اللحن والإيقاع لمساعدة المصاب على استرجاع الكلمات.
كما وتتضمن العلاج الناجم عن التقيد، وهو أسلوب علاجي يجبر المصاب من خلاله على استخدام الكلام أكثر من أي وسيلة أخرى للتواصل.
وفضلا عن هذه العلاجات، فقد أشارت ريديل أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة أساليب علاجية تجمع بين المتعة والإثارة، حيث قدمت التقنيات الحديثة، من ضمنها الآي فون والآي باد، تطبيقات تساعد على تحسين القدرات اللغوية والنطقية لدى المصابين. وتأتي هذه التقنيات على شكل تطبيقات تحتوي على أصوات صناعية تحث المستخدم على النطق والتكلم، ما يشجع المصاب على الانخراط في أسلوب علاجي جديد وممتع.
ويعد ذلك التنوع من مصلحة المصاب، حيث إن هناك العديد من التقنيات التي تظهر من حين إلى آخر لمساعدته على النطق. فهناك دائما ما هو جديد عبر البرامج المحوسبة ليناسب البعض وآخر ليناسب البعض الآخر.
أما الأمر الذي يبقى موضعا للقلق في الوقت الحاضر، فقد ذكرت جانزفرايد أنه عدم فهم العديدين، لا سيما المتخصصين منهم، لهذا الاضطراب ولكيفيات علاجه. وقد يؤدي ذلك إلى عدم حصول المصاب على العلاج اللازم، ما قد يفضي إلى انعزاله اجتماعيا وإصابته بالاكتئاب. فمن الجدير بالذكر أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول هذه الحالة، منها ربطها بوجود اضطراب نفسي لدى المصاب أو بكونه تحت تأثير المخدرات أو الكحول.