في الأجواء الحارة: احمي طفلك من أشعة الشمس الحارقةحذر الطبيب الألماني رالف فون كيدروفيسكي من خطورة أشعة الشمس على بشرة الأطفال والمراهقين، حيث أنها قد تلحق بها أضرارا جسيمة ترفع بدورها خطر الإصابة بسرطان الجلد فيما بعد.
وأوضح كيدروفيسكي -وهو عضو بالرابطة الألمانية لأطباء الجلدية- أن بشرة الأطفال حساسة للغاية وأكثر نحافة ورقة من بشرة البالغين، ولا تشتمل على صبغات كافية تحميها من الأشعة فوق البنفسجية.
وأضاف، وفق الوكالة الألمانية، أن خطر الإصابة بسرطان الجلد يهدد الأطفال ذوي البشرة الفاتحة بصفة خاصة، غير أن هذا الخطر يهدد كل أنواع البشرة اعتبارا من عمر ست سنوات.
ولتجنب هذا الخطر ينصح الطبيب الألماني بأنه من الأفضل ألا يتعرض الأطفال في أول سنتين من العمر لأشعة الشمس، أما الأطفال الأكبر سنا فيحتاجون إلى كريم حماية من الشمس ذي معامل حماية يتراوح بين ثلاثين وخمسين.
وشدد كيدروفيسكي على ضرورة أن تكون الحماية كافية، وذلك بتطبيق كريم الحماية مرارا وتكرارا، ولا سيما في العطلات الصيفية على الشاطئ، حيث يعكس الماء والرمال أشعة الشمس فوق البنفسجية ويزيدان حدتها.
كما يوصي كيدروفيسكي بتطبيق كريم الحماية من الشمس قبل التعرض لأشعتها بنصف ساعة، حيث إن فعاليته لا تظهر فور التطبيق.
عندما تشتعل حرارة الجو خارج المنزل تبدأ كل أم في التخطيط لرحلات للنزهات في أحضان الطبيعة وأيام على شاطئ البحر.
وحماية الأطفال من الشمس هو هاجس كل أسرة، ومن حسن الحظ أنه ليس من الضرورى أن نحبس أطفالنا داخل المنزل طوال أيام الصيف. فالأصل أن الشمس تساعدنا في تكوين فيتامين «د» كما أنها تقي من العديد من أنواع السرطان، إلا أن الحروق التي تسببها في الجلد خلال السنوات العشر الأولى تزيد من مخاطر تعرضه لسرطان الجلد عندما يكبر الإنسان لذلك لابد أن نأخذ حذرنا.
وهناك قاعدة ذهبية تقول: أبقى طفلك في الداخل أو على الأقل في الظل في الفترة من الحادية عشرة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، وهى الفترة التي تكون فيها أشعة الشمس أقوى ما يمكن لدرجة أن التعرض لتلك الأشعة لمدة ة بسيطة لا تتجاوز خمس أو عشر دقائق يمكن أن يصيب جلد صغيرك بالحروق. لذلك يجب أن تلزمي طفلك بالبقاء في الظل أثناء الغذاء وأن يحصل بعدها على نوم الظهيرة أو القيلولة حتى يستعد للعب بعد الظهر كما يشاء.
وفى الأوقات الأخرى، احرصي على أن يبقى طفلك محميا بارتداء قبعة على رأسه ونظارة شمسية مع ارتداءه ملابس فضفاضة قطنية. وإذا أردت اختبار مدى حجب الملابس لأشعة الشمس إرفعيها في مواجهة قرص الشمس لتعرفي مدى قدرتها على حجب الموجات الضارة.
كما يمكنك أن تضعي خيمة في حديقة المنزل ليلعب داخلها الطفل وتحميه من أشعة الشمس، سيجد طفلك متعة كبيرة للعب داخل الخيمة السحرية بينما تنعمين أنت براحة البال أثناء أسوإ فترات اليوم.
أما الأطفال الذين تقل سنهم عن ستة شهور، فيجب ألا يتعرضوا نهائيا لأشعة الشمس المباشرة لأن جلدهم يكون رقيقا جدا ويحترق بسهولة. ولا يجب هنا أن تكون الكريمات الواقية من الشمس وسيلتك الوحيدة لحماية الأطفال الأكبر سنا، بل يجب أن يكون خط دفاعهم الأول هو البقاء في الظل بقدر الإمكان مع إرتداء الملابس الملائمة كما ذكرنا.
ورغم ذلك فإن كريمات الحماية من الشمس لها دور حيوي جدا في حماية جلد طفلك المعرض للشمس، لذلك قومي بدهن بشرة طفلك به قبل خروجه للشمس بنصف ساعة حتى يتم امتصاصه وعند وضعه للمرة الأولى، احرصي على دهن كمية كبيرة منه حتى تكون هناك طبقة مرئية بالعين، واستخدمى الأنواع المخصصة للأطفال على كل المناطق العارية من جسم صغيرك.
وحتى الأطفال أصحاب البشرة السمراء يحتاجون إلى كريمات الحماية، ويجب إعادة دهن جلد الطفل كل عدة ساعات وبخاصة عندما ينزل طفلك إلى حمام السباحة أو البحر، ولا يغرك وجود سحب في السماء قد تظنين أنها تحجب الشمس، لأن أشعة الشمس لها القدرة على اختراق تلك السحب.
وفى حالة تذمر طفلك من دهن جسمه بالكريم يمكنك تحويل الأمر إلى لعبة حتى تشتتي ذهنه عن رفض الكريم.
إن طفلك الصغير، وبخاصة في مرحلة الرضاعة، لا يستطيع جسده تنظيم حرارته بالكفاءة المطلوبة ولذلك يسهل أن ترتفع حرارته ويصحبها أعراض مثل التعب والألم والشعور بالصداع عقب خروجه في الشمس.
ومن الممكن أيضا أن يتعرض لعملية جفاف لأن الأطفال لديهم مساحة جلد سطحية كبيرة نسبيا، إذا ما قورنت بكتلة أجسادهم الصغيرة، عن مساحة الجلد التي تغطي جسم البالغين، ولذلك يتعرضون للجفاف أسرع، وتشمل الأعراض البكاء بدون دموع وبقاء حفاظاتهم جافة فصغيرك يحتاج أن يتبول كل ثلاث ساعات ويعتبر القيء والكسل والميل للنعاس من العلامات المتأخرة.
وإذا شكت الأم أن طفلها مصاب بالجفاف أو ضربة الشمس يجب أن تأخذه إلى منطقة باردة رطبة أو بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة، وباستخدام اسفنجة مبللة، تمسح جبينه وتسقيه كمية كبيرة من الماء قدر المستطاع.
وإذا ظهرت عليه أعراض عدم التركيز أو ارتباك، إعرضيه على طبيب في أسرع وقت لأن ذلك يعنى إصابته بضربة شمس قوية تبدأ معها حرارة جسم الطفل في الارتفاع بشكل جنوني.
إذا كان طفلك يرضع لبنا صناعيا، إحرصي على إعطائه سوائل كل ساعة للحفاظ على رطوبة جسده، وإجعلي ذلك ضمن روتين تغذيته الطبيعي في الصيف، وأعطيه أي كمية من السوائل والعصائر التي يطلبها.
ومن المعروف أن الأطفال اللذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم قدرة طبيعية على ضبط احتياجاتهم، وما على الأم سوى أن تقدم له الماء فقط إذا اشتد الحر أو إذا كان الطفل مصابا بالإمساك.
وإذا كان عمر طفلك عامين أو أكبر، يمكنك إعطاؤه شرائح من الخيار والشمام والبطيخ على شكل وجبات خفيفة نظرا لاحتوائها على كمية كبيرة من الماء.
وفى الليالي الحارة، خففي ملابس طفلك وأغطيته في السرير ويكفى هنا «تيشيرت» من القطن، وغطيه بملاءة خفيفة.
واحذري أن تتركي طفلك داخل سيارة في الشمس ولو لدقائق، لأن درجة الحرارة ترتفع بسرعة داخل السيارات، ولأن طفلك لا يفرز عرقا بالكفاءة المطلوبة فيفقد قدرته على خفض حرارة جسمه بسرعة وتصبح العواقب خطيرة.
ولا تقتصر مشكلة ناموس المصيف على الإزعاج فقط بل يمتد إلى حمل الكثير من الأمراض ونقلها للإنسان مثل الملاريا والحمى الشوكية. ويجب هنا على كل أم أن تستعد له باستخدام ناموسية. وهذا يعنى ألا تضطر الأم إلى استخدام مبيدات حشرية سامة وضارة جدا لصحة الطفل والإنسان بصفة عامة.
وبحلول وقت الغروب يجب أن يرتدي طفلك ملابس بأكمام طويلة وسراويل طويلة، واستخدمي شموعا برائحة الليمون لطرد الناموس.