الشاعر محمد عدنان قيطاز في قصيدته ( أبو الفداء ) .
تمثال أبي الفداء بحماة
يقول الشاعر عدنان قيطاز في ديوانه ( اللهب الأخضر ) في قصيدته ( أبو الفداء ) في ذكرى مرور 700 عام على ولادة المؤرخ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل المؤيد صاحب حماة :
أبي الفداء
عبَـرَ العصورَ ومدّ كفّيـهِ فمـا * وجدتْ “حماةُ” أبـرَّ منهُ وأكرمَا
طيـفٌ لإِسمـاعيلَ ودَّ لَوَ اْنـَّـهُ * عـاد الزّمانُ بِـهِ فجـاءَ مُسلِّما
يـا مرحباً بـالطّيفِ أقبلَ زائِـرًا * وكأنـهُ مَلَكٌ أطـلّ منَ السّمـا
ويقول في نفس القصيدة :
لبِستْ “حماةُ” لهُ مطارِفَ سِحْرِها * وازّينتْ من أجلِهِ . . حتّى الدُّمَى
أطيـارُ وادِيهـا تصفّقُ لِلضّـحى * وميـاهُ عاصِيها تهـزُّ الأنـْجُما
وعلى الضّفافِ الخُضْرِ عطْرُ نسائِمٍ * سكرى تُجاذِبُ بُلبلاً أو بُـرْعُمِا
مسّتْ شَغافَ “أبي الفداءِ” فتونها * فأقـامَ فوقَ ربوعِها مُسْتسلِمـا
لم يَقْـلُ “جِلَّقَ” وهْيَ دارُ أبـوّةٍ * أبداً .. ولا عقّ الأحبّةَ يا “حمـَا”
لكنّـه ألفـى العروبـةَ أنبتـتْ * في ضفّتَـيْكِ شمـائِـلاً وتكرّمَـا
فأتـاكِ ممتلكاً . . وجئْتِ حيّـيّةً * ما كان أروعَ في الوداعـةِ منكما
مجـدُ العروبـةِ بابْـنِ أيوبٍ سما * لا والكتابِ .. لقد رميتَ كما رمَى
فـإذا حضنْتِ رفاقَـهُ فترفّـقِي * فلقـد وجدْتِ بهِ الأبرَّ الأرْحمـَا
ثم يقول واصفاً أبي الفداء صاحب حماة :
شَهِـدَ الصّليبيّـونَ بأسَكَ فيهِـمُ * شِبْلاً، وفي زمنِ الكُهولةِ ضَيْغـَما
عاطَـيْتَهُمْ كـأسَ المنـونِ بضرْبَةٍ * لمـّا غدوْتَ عليهِـمُ متقَـحِّمـَا
بِـأسِنّـةٍ يعْشَى العيـونَ بريقُـها * وصـوارمٍ تجْلو عنِ القلْبِ الْعَمَى