سيرة الشاعر الطبيب عزة الجندي.
عزة الجندي
( 1300 - 1334 هـ) ( 1882 - 1915 م)
سيرة الشاعر:
عزة بن محمد سليمان الجندي العباسي.
ولد في مدينة حمص (الوسط الغربي من سورية)، وتوفي بعد عمر قصير في دمشق.
عاش في سورية واتسع عمره المحدود لزيارة الآستانة ومصر وفرنسا وإيطاليا، والجزيرة العربية.
تلقى تعليمه الأولي في المدارس الرسمية بحمص، ثم التحق ببعض معاهد دمشق التجهيزية.
انتسب إلى معهد الطب في الآستانة وأُقصي عنه بسبب مواقفه القومية، فانتسب إلى معهد الطب العثماني بدمشق وتخرج فيه طبيبًا.
عمل طبيبًا في مصر والجزائر وليبيا.
إبان وجوده في مصر (1911) عمل بالسياسة واتصل بعدد من رجالها، منهم: الخديو عباس حلمي، كما اتصل بعدد من رموز حركات التحرر العربي، منهم: أحمد شريف السنوسي، والإدريسي في ليبيا، وكان له دوره الفاعل في الحرب الليبية ضد الاستعمار الإيطالي.
ترأس الجمعية اللامركزية الإدارية، واشترك مع البرنس عمر طوسون باشا في تشكيل أول جمعية للهلال الأحمر في مصر.
فور عودته إلى بلاده اغتيل في فندق دامسكوس بالاس بأوامر مباشرة من جمال باشا (سفاح الشام) ودفن سرًا في مكان لا يزال مجهولاً.
كان عضوًا في المنتدى الأدبي (1911)، ورئىسًا للجنة التنفيذية السرية.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مصادر دراسته، في مقدمتها: «أعلام الأدب والفن».
شاعر وطني قومي، ارتبطت تجربته بالقضايا المصيرية لوطنه العربي، وانشغل بمتابعة الكثير مما يشغل مواطنيه، المتاح من شعره قصائد تجمعها خيوط متعددة، يأتي في مقدمتها نهر العاصي الذي يمثل اختزالاً للوطن السوري، ووصفًا لكل ملامح الجمال فيه، وقد تعاملت معه القصائد بوصفه شخصية سردية تلعب أدوارًا بطولية لا تخفى.
أُطلق اسمه على إحدى المدارس الثانوية بحمص.
أقام المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية مهرجان الفكر والعقيدة لتكريم ذكراه هو وعبدالحميد الزهراوي، ورفيق سلوم (حمص - أول يونيو 1961).
رثاه الشاعر بشاره الخوري (الأخطل الصغير) بإحدى قصائده.
العشق لحمص
ما ذنـبي اذ عشقـت رباهــا ... ووددت أنــي لو أروم ثراهــــا
ما كان ذنبي لو فنيت تشوقـاً ... تبـــاً لشــوقٍ مــا اراد سواهـــا
تلك الليالي استحكمت بظلامها ... في غــربتي أفلا تحن... عساهــا
أنــت علي نسائم هبت عـــلى ... دمع... فكانت في الصميم بكاهــا
هل لي إذا جئت دياجي غربتي ... أشــكو لــها قرحاً بطيب هواهــا
كيف السبيل وقد غدوت مودعاً ... لشــبابــها ولشيــبها ونســاهــــــا
شوقي حمص ومن تسكًن دارها ... أترع بكــأس فيه عطر دجــاهـــــا
أحمص يا أم الحجارة لهــفتـــي ... لورودك الغناء كـــيف لماهــا... ؟
أحمص يا نبض القلوب تحيتــي ... لهواك من مجرى الوريد تٌــلاهــــا
واغرورقت فيك القصائد تٌتقتـنى ... يــروى على مر العصور شذاهـــا
فيــك البلابل تستبــيح تــغنـــيا ً ... فيـــك السنــونو الصــادحات غنـاها
ودعت في أم الحجارة مهجتــــي ... والنـــار في همس الشفـاه لظـاهــا
ودعت في أم الحجارة صحبتي ... وعزيمتي ودعتها.... وصباهـــا
حتى وقعت تاوهـاً رهن الأسـى ... سحـــقاً لــمن تـــرك العـــلا ونأهــا
آه علي فكـــم اذوب تأوهــــاً ... طـــاب الغـــناء إذا عزفــت الآهــــا
ربـــاه فـــرج كـــل همٍ مشتعلٍ ... ربــــاه واحــــم حمــــص واهـلاهــا