قصيدة في التوسل للشيخ الشاعر أمين الجندي.
هذه قصيدة للشيخ الشاعر أمين الجندي وسببها انه اعتراه مرض وابتلي به مدة ثم حصل له داء الفالج وتعاطى أشياء من أنواع الطب وقد هجره الناس بعد ان كان مجلس يمتليء بالحضور والى ذلك اشار:
(((كأني غريب بين قومي وحالهم = شعور بأشعاري ولا في سائل
أنادي فلا ألقى مجيبا سوى الصدى= فاحسب أن الحي ليس بآهل)))
فلم يجد لعلته شفاء فألهمه الله تعالى التوسل بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فتوسل به وبأصحابه وكان فراغه منها ليلة عيد الفطر فبات تلك الليلة فرأى المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) فيها وأصبح معافى من جميع أمراضه ويعجب الناس من ذلك فلم يعلم أحد في تلك اللحظات بما رآه
توسلت بالمختار أرجى الوسائل = نبي لمثلي خير كاف وكافل
هو الرحمة العظمى هو النعمة التي =غدا شكرها فرضا على كل عاقل
هو المصطفى المقصود بالذات ظاهرا =من الخلق هل ترى من مماثل
نجي إله العرش بل وحبيبه = وخيرته من خير أزكى القبائل
شمائله تنبيك عن حسن خلقه = فقل ما تشا في وصف تلك الشمائل
وأخلاقه فاه الكتاب بمدحها = ولاسيما الإعراض عن كل جاهل
نبي هدى سن التواضع عن علا = فحل من العليا بأعلى المنازل
تقي تردى الجود والحلم حلة = تجسم فيها المجد بعد التكامل
وفي الحرب والمحراب نور جنبيه =يريك شعاع الشمس من غير حائل
له النسب الوضاح والسؤدد الذي =تسامى على هام السهى بالتطاول
يقولون لي هلا ابتهجت بمدحه = فإنك ذوفهم كفهم الأوائل
فقلت لهم هل بعد مدحة ربنا = وخدمة جبريل مجال لقائل
وأين الثنا ممن رأى الله يقظةً=وقام يناجي ربه غير ذاهل
ولكنه بحر البحور تواصلت = لأفضاله بالمدح كل الافاضل
دعوتك يا الله مستشفعاً به = فكن منجدي يا منتهى كل آمل
سألتك كشف الضر عني بجاهه = وحاشاك أن لا تستجيب لسائل
إلهي لقد اشتدت كروبي وليس لي = سواك مغيثٌ في الخطوب الغوائل
إلهي تدارك ضعف حالي برحمة =ولطف خفي عاجل غير آجل
فأني جزوع لاصبور على البلا = ودائي عضال لا محالة قاتلي
وفي علتي حار الطبيب فكدت أن =أجاوز حد اليأس من ذي العواضل
وبالسقم أعضائي اضمحلت جميعها = فلم يبق منها مفصل غير ناحل
ومن فرط مابي من نحول ولوعة = بكت رحمة لي حسدي وعواذلي
فمن لأسير الذنب من ورطه البلاء = بفك قيود أو بعد سلاسل
كأني غريب بين قومي وحالهم = شعور بأشعاري ولا في سائل
أنادي فلا ألقى مجيبا سوى الصدى= فاحسب أن الحي ليس بآهل
واني اذا مارمت خلا موافيا= فقد رمت شيئاً عز عن كل نائل
وهل مشفق ألقاه أرحم من لظى = حشاي ومن قاني دموعي الهواطل
ألاليت شعري هل تفردت في الورى = بكسب الخطايا وارتكاب الرذائل
ومن دون كل الخلق عولجت بالأسى = قصاصا وحسبي زلتي وتضاؤلي
فإن كان هذا بالذنوب وليس لي = شفاء وجسمي داؤه غير ناصل
فإني بطه مستغيث وراغب = الى الله فهو الغوث في كل هائل
وإخوانه الرسل الكرام جميعهم = وباقي النبين البدور الكوامل
وبالخلفاء الراشدين وآله = وأصحابه الغر الثقات الأماثل
خصوصاً رفيق الغار ذي الرأي الجمي = أبي بكر الصديق صدر المحافل
إمام فدى خير الأنام بنفسه = وفي ماله ماكان قط بباخل
وفي درء تلك الفتنه اختص وحده = ولولاه لارتدت جميع القبائل
كذاك أمير المؤمنين وعزهم = أبو حفص الفاروق محي النوافل
فتى أيد الإسلام فيه و أقمعت = به البدعة السوداء رغما لناكل
.
.
.
.
ولكني أشكو البلا لك القضا = لأنك أنت الحق أعدل عادل
وللغير لا أشكو وإن سامني الدهر = وفصل فصال المنايا مفاصلي
وعن رتبة التسليم في كل حالة ٍ =فؤادي وإن ناجاك ليس بنازل
وحبةُ قلبي في معانيك أنبتت =بقدس سواد الليل سبع سنابل
تعرفت لي من قد ألست بزرعها= فلم أسقها غير الدموع الهواطل
وبالكتم من بعد الحصاد درستُها= بلبٍ خلا عن فكرة وتخامل
ولا برحت قوتي مع الفقر والغنى =وقوت عيالي في الضحى و الأصايل
ألا ما ألذ القرب بعد النوى وما =أمر الجفا والهجر بعد التواصل
تبرأت من حولي إليك وقوتي = ومن عملي والعلم ثم التفاضل
لتقطعني بالقرب عن كل قاطع ٍ= وتشغلني في الحب عن كل سافل
أشاع الورى عني هناتي واظهروا=الشماتة فيما بينهم بالتداول
وبالموت لم يشمت بمثلي تشفياً= من الناس إلا كل باغٍ وباسل
أليس الوجود الحق ذاتي بلا مِرا=وهذي البرايا كلها محض ُ باطل
فلا يحسب المغرور أني مضيعٌ =زماني سدىً ما بين هاذ وهازل
فدع عصبة البهتان تصنعُ ما تشا=فما الله عما يعملون بغافلِ
فمن أين للخفاش أن يبصر الضيا=وهل تالف ُ الجعلان ورد الخمائل
ومني على روحي الصلاة مسلماً=وأصحابه والآل مع كل كامل
مدى الدهر ما الجندي انشد قائلاً=توسلت بالمختار أرجى الوسائل
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز