هندسة قلعة الحصن بحمص - سورية.
تحطيم الأقنية المائية:
عندما فرغ صلاح الدين الأيوبي من تحرير بيت المقدس جاء ليحرر الحصون المتبقية في أيدي الصليبيين، فوصل إلى سهل (البقيعة) الذي يبعد حوالي /15/ كم عن قلعة الحصن، ودارت رحى معركة بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين وعندما شعر أن القوات الصليبية تتقدم مزوَّدة بإمدادات الساحل السوري ذهب للاستيلاء على الساحل السوري، وهنا أصبحت قلعة الحصن معزولة عن الساحل والداخل. وفي عهد الظاهر بيبرس جاءت حملة من المماليك من مصر بقيادته عن طريق حلب التي استولى عليها وشَّيد فيها عدة أبراج، ووصل الظاهر بيبرس إلى القلعة فوجد الحماية الصليبية التي بلغت آنذاك حوالي أربعة آلاف جندي صليبي فاضطر أن يحاصرها ويحطم الأقنية المائية الواصلة من الجبل إلى القلعة ليمنع الخروج والنزول منها للصليبيين الذين تزعزع كيانهم بهذه الخطوة المفاجئة واحتاروا في أمرهم بين فتح الأبواب والموت هلاكاً أو البقاء في الحصار و الموت جوعاً وعطشاً، وقد رجَّحوا الأمر الأول وفتحوا الأبواب أمام الظاهر بيبرس وجنوده. و بعد مرور أربعة عشرعاماً على وجود المماليك في الحصن جاء سيف الدين قلاوون عام /1285/ فدخل القلعة وباشر بإكمال ترميم بعض الأبراج.
الوصف:
تعتبر قلعة الحصن من أهم الأوابد الأثرية والتاريخية والمعمارية في سورية وهي من أهم قلاع القرون الوسطى وأضخمها وأشهرها في العالم وأفضلها محافظة على بنائها حتى يومنا هذا وتتميز بهندستها العسكرية وقوة تحصيناتها الدفاعية. فهي تتميز ببنائها وزخارفها الرائعة وبجدرانها وأبراجها العالية ودهاليزها ومقاذيفها وشقوق مرامي السهام وسلسلة من شرفاتها البارزة بحيث تحمل مزيجآ من حضارات الشرق والغرب في فن العمارة.
فالقلعة تنتصب فوق هضبة بركانية نهاية سلسلة جبال الساحل شديدة الانحدار من جهاتها الثلاث مما يجعل اقتحامها صعباً جداً, ترتفع عن سطح البحر 750 م وعلى بعد60 كيلو مترًا غرب مدينة حمص فهي بذلك تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً ومتوسطاً بين حمص وطرابلس وطرطوس وبحكم هذا الموقع الهام تسيطر على ممر القوافل التجارية والعسكرية بين الساحل والداخل. تمتدّ القلعة مع خندقها على مسافة 240 مترًا من الشمال إلى الجنوب و170 مترًا من الشرق إلى الغرب. وتُقدّر مساحتها بثلاثة هكتاراتٍ، وتتكوّن من حصنَين داخليّ وخارجيّ، بينهما خندق وحولهما خندق يُشرف عليها جميعًا قصر تحميه أبراج.
وتتّسع القلعة لحاميةٍ تعدادها ما ينوف عن أربعة آلاف محارب مع عتادهم وخيولهم ومُؤونهم. وكانت تشغل موقعاً متميزاً من أجل مراقبة تحركات الجيوش وصد هجماتها فمن أبراجها العالية يمكن مشاهدة برج صافيتا والبحر غرباً وجبال عكار جنوباً (أي أن القلعة تقع شمال لبنان) ويمكن مشاهدة بحيرة قطينة وأطراف مدينة حمص شرقاً. موقع القلعة في وسط سوريا في وادي النظارة جعلها مركز استراتيجي وعسكري هام فوقوفها فوق ذروة مرتفعة تزيد عن 2100 قدم, وهي على اتصال بالنظر مع (القصر الأبيض) برج صافيتا. وتشرف على محور "حمص- طرابلس" أهم المحاور بين الداخل والساحل السوري وأكبرها، ورممت القلعة جزئيا في الأعوام الأخيرة وهي واحدة من أفضل نماذج التحصينات الفرنجية في المشرق حيث توجد قناة مائية قدت في الصخر وتعزل القلعة عن الجرف الممتد باتجاه الجنوب وتتألف من حلقتين متحدتي المركز من التحصينات وموصولتين بمدخل طويل منحدر والحلقة الخارجية مضلعة إهليلجية الشكل تتألف من سور يحوي عددا من الشرفات الدفاعية ومقواة بحصون بارزة نصف دائرية. يحرس البوابة الثانوية الصغيرة في الواجهة الشمالية حصنان بارزان ملاصقان لهما تماما وأما الواجهة الشرقية فقد عدلت كثيرا تحت الحكم العربي ويحرس هذا الجناح ثلاث حصون بارزة مستطيلة الشكل صغيرة يحوي إحداها المدخل الرئيسي أما القطاع الذي تعرض لأكبر تعديل على يد العرب المسلمين فهو الواجهة الجنوبية الدفاعية للقلعة وبالأصل كانت مؤلفة من سور واق تحميه حصون بارزة نصف دائرية وشرفة مقواة متواصلة ولكنها عززت بعد عام 1285 م ببرج السلطان قلاوون ويحوي البرج الدائري في الزاوية الجنوبية غرفة حسنة التجهيز تعرف باسم (مأوى السيد).
البنية:
بقايا جدارية تعود للقرون الوسطى في مصلى القلعة
تمتاز القلعة بلون حجارتها الكلسية التي كانت تجلب من مسافة / 4 كم / من بلدة مجاورة تدعى / عمار الحصن / وميزة الحجر الكلسي أنه طيع أثناء النحت وخفيف الوزن.
تبلغ المساحة الإجمالية للقلعة حوالي / 30000 م٢ / وترتفع القلعة عن سطح البحر حوالي / 750 م /
كتبت باللغة اللاتينية على أحد جدران القلعة حكمةً تقول:
«إذا مُنحت النعمة, ومُنِحت الحكمة وفوقها الجمال. لا تدع التعجرف يقترن بها لأنه يذهب بها جميعاًَ».
خطوط الدفاع
قسِّم لقطع اعتراضية للقلعة من الجنوب إلى الشمال
الخندق المائي الخارجي
خندق المائي الخارجي والذي يحيط بكامل القلعة من الخارج ، ويشكل خط دفاعي أول للقلعة.تهدم الجزء الكبير من الخندق ولكن ما زالت بعض اثاره قائمة.
الحصن الداخلي
دير قوطي في فناء القلعة
تحويل الكنيسة القلعة إلى مسجدالحصن الداخلي هو قلعة قائمة بذاتها يحيط بها خندق يفصلها عن السور الخارجي، ولها بوابة رئيسية تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجيًا حتى الباب مؤلفًا منعطفًا دفاعيًا في منتصفه. ولهذا الحصن ثلاثة أبواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية. ويتألف من طابقين. الأرضي ويضم فسحة سماوية
تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعة الاجتماعات، والكنسية والمطعم والحجرات والمعاصر. والعلوي ويحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج. أما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، سلطت عليه أقنية تحمل إليه مياه الأمطار.
السور الداخلي للقلعة يتألف من خمسة أبراج دفاعية وحامية للسور الداخلي,
خندق مائي يفصل بين السورين الداخلي والخارجي يبلغ طوله قرابة / 70 م.
الحصن الخارجي
وللقلعة سبعة جسور معلقة ومتحركة، في جدارها الخارجي وثلاثة جسور معلقة في جدارها الداخلي فوق الحاجز المائي
الخندق المائي الداخليو بعد مرور أربعة عشرعاماً على وجود المماليك في الحصن جاء سيف الدين قلاوون عام /1285/ فدخل القلعة وباشر بإكمال ترميم بعض الأبراج.
جميع جدران الأبراج مائلة ماعدا الإبراج التي تهدّمت نتيجة إحتلالها فالعرب أعادوا بنائها وزيّنت بالخط العربي
الحصن الخارجي هو السور الخارجي للقلعة وهو حصن قائم بذاته، يتألف من عدة طوابق. فيه القاعات والإصطبلات والمستودعات وغرف الجلوس. مزود بـ13 برجًا بعضها دائري وبعضها مربع أو مستطيل، وهو محاط بخندق.
السور الخارجي للقلعة يتألف من ثلاثة عشر برجاً دفاعياً وحامية للسور الداخلي.
والذي يفصل بين الحصن الخارجي والداخلي وهو يحيط بالقلعة من الداخل ولايزال القسم الجنوبي منه قائماً حتى الآن وتتجمع فيه مياه الأمطار.ويوجد فيه عدة أبواب تؤدي إلى الحصن الخارجي بواسطة جسور خشبية متحركة والأبواب بعضها معلق وبعضها الآخر يتصل بسراديب ضيقة تؤدي إلى الداخل تستخدم عند الحاجة.