كيف تميز بين الإصابة بالبرد والحساسيةإذا استمرت نزلة البرد لأكثر من أسبوع، فإن الأمر قد لا يكون برداً على الإطلاق، بل يمكن لهذه الأعراض أن تكون عبارة عن حساسية متنكرة بشكل برد، فبحسب الدكتور (ستانلي غولدشتاين)، مدير العناية بأمراض الحساسية والربو في لونغ آيلاند، فإن حساسية الخريف والشتاء منتشرة بشكل لا يقل أبداً عن انتشار حساسية الربيع والصيف، ولكن المشكلة بحساسية الشتاء بأن معظم الأشخاص لا يعرفون أنهم يعانون منها بالأصل، كونهم يخلطون بينها وبين نزلات البرد.
يشير (غولدشتاين) إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإحتقان منذ فترة مبكرة جداً من حياتهم، لن يستطيعوا أن يفرقوا ببساطة بين الحساسية والبرد، أما (تونيا ويندرز)، المختصة بأمراض الحساسية والربو، فتشير إلى أن الجانب الأكثر إرباكاً في هذين العارضين هو أن أعراض كلا الحالتين متشابهة جداً، فكل من الحساسية ونزلات البرد يمكن أن تنتج السعال والعطاس وانسداد الأنف وسيلانه.
ولكن تبقى هناك بعض الاختلافات، فالبرد لا يجب أن يستمر لأكثر من 7 إلى 10 أيام، في حين تميل الحساسية الموسمية للاستمرار خلال كامل الموسم وحتى نهايته، كما أن الحساسية عادةً ما تبدأ مع بداية الموسم، أما البرد فقد يبدأ في أي وقت، ومن الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها التفريق بين الحالتين، هي أن البرد عادةً ما يبدأ بالإصابة بالتهاب في الحلق، وربما يكون مترافقاً مع ارتفاع بسيط في درجات الحرارة أو الحمى أو آلام في الجسم، أما اذا شعر الشخص بأعراض “نزلات البرد” بشكل متكرر ولم ترتبط هذه الأعراض مع الحمى، فعلى الأرجح أن يكون ما يعاني منه هو حساسية مستترة بأعراض البرد، كما أن الإصابة بحكة في العيون أو الأنف – أو كليهما – قد يكون دليلاً على أن المريض يعاني من الحساسية.
تنصح الدكتورة (ويندرز) الأشخاص بضرورة مراجعة أخصائي الحساسية ليقوموا بإجراء فحص كامل لتحديد السبب الحقيقي الذي يؤدي إلى رد الفعل التحسسي لديهم، كما أن الأشخاص الذين لم يعانوا مسبقاً من الحساسية، يمكن أن يكونوا عرضة للإصابة بحساسية الخريف أو الشتاء، حيث أن الحساسية يمكن أن تتطور مع مرور الوقت، كون رد الفعل التحسسي يمكن أن يكون ناجماً عن تراكم مسببات الحساسية في المجاري التنفسية، بمعنى أن الحساسية يمكن أن لا تظهر إلا بعد تعرض الشخص لمسببات الحساسية لأكثر من مرة، كما يمكن لتغير الهرمونات أو التنقل من مكان إلى آخر أيضاً أن يلعبا دوراً في ظهور الحساسية في وقت متأخر من الحياة.
أخيراً تضيف (ويندرز)، أن الحساسية الأكثر شيوعاً في فصل الخريف هي حمى القش (التهاب الأنف الأرجي)، والذي عادةً ما يكون سببه السجاد، في حين تميل مسببات حساسية الشتاء لتكون متمثلة بالعفن والغبار والعث لأن الأشخاص يقضون أوقات أطول داخل المساحات الصغيرة، كما أن هذا النوع من الحساسية يكون أكثر شيوعاً في الأماكن التي تكون فيها الفروق الموسمية كبيرة.