هكذا تميز بين الانفلونزا والزكام
حين يشعر المرء بالمرض يكون تحديد العلة من أهم العوامل في معالجتها والتخلص منها. ويُهدر كثير من المال والوقت لأن المريض لا يعرف الفرق بين الانفلونزا والرشح أو الزكام أو البرد الشائع. وليس المطلوب من المريض ان يكون طبيب نفسه بطبيعة الحال ولكن ثمة أساسيات ينبغي ان يعرفها لتكوين فكرة عن العلاج الذي يحتاجه ومتى يحتاجه.
الانفلونزا
فيما يتعلق بالانفلونزا فان هناك انواعا وسلالات متعددة منها ، ولكن الأعراض عموما متماثلة وهي الحمى والقشعريرة والتعب والاعتلال والسعال واحتقان الحنجرة وانسداد الأنف أو سيلانه والصداع وآلام في الجسم عموما والعضلات والتقيؤ و/أو الاسهال (لا سيما عند الأطفال واليافعين).
ويمكن ان تكون الانفلونزا مرضا خطيرا بل وقاتلا على الأخص للأطفال الصغار والمسنين ومن لديهم مشاكل في جهاز المناعة.
ما العمل؟
ـ مراجعة طبيب العائلة أو العيادة الطبية أو مستشفى الطوارئ في منطقتك ، حسب ما تقتضي الحالة.
ـ محاولة البقاء في البيت الى ان تزول الحمى ، وإذا تعين على المريض ان يغادر البيت فعليه ان يحاول تفادي الاحتكاك بالآخرين.
ـ الإكثار من غسل اليدين لمنع انتشار الانفلونزا الى افراد العائلة الآخرين.
ـ الإكثار من السوائل وتناول الدواء حسب التعليمات.
ـ طلب الفحص الفوري في حال نشوء أي من الأعراض التالية: صعوبة حادة في التنفس ، آلام في البطن/الصدر ، تشوش ، دوخة ، صعوبة في التبول ، تقيؤ لا تمكن السيطرة عليه وتشنجات.
الوقاية والعلاج
غسل اليدين باستمرار وبعناية. ولكن أفضل طرق الوقاية من الانفلونزا هو التلقيح. ويتوفر اللقاح لمن تزيد اعمارهم على ستة اشهر في العيادات والصيدليات والدوائر الصحية.
ومن شأن الأدوية المضادة للفيروسات مثل تاميفلو ان تساعد في تقليل فترة المرض وحدة اعراضه. وقد يصف الطبيب أدوية إضافية للتخفيف من وطأة الانفلونزا حسب الأعراض المحددة لكل مريض. وعلى سبيل المثال ان الطبيب قد يصف دواء ما للغثيان والتقيؤ إذا لم يتمكن المريض من إبقاء السوائل في معدته. وعلى الضد من الاعتقاد الشائع فان المضادات الحيوية لا تجدي في معالجة اعراض الانفلونزا بل هي للالتهابات الجرثومية وليس الالتهابات الفيروسية.
الزكام أو الرشح أو البرد الشائع
هناك أكثر من 200 نوع مختلف من الفيروسات يمكن ان تسبب الرشح أو الزكام أو البرد الشائع. وتنشأ سلالات جديدة طوال الوقت ، بمعنى ان الجسم لا يستطيع ان يبني مقاومة بسبب الأنواع المختلفة من الفيروسات. واكثر هذه الفيروسات انتشارا هو "راينو فايروس" المسؤول عن نحو 30 في المئة من كل الاصابات بالرشح أو الزكام أو البرد الشائع عند البالغين.
الأعراض
ـ كثرة التمخط أو انسداد الأنف
ـ العطاس
ـ حكة العين وتدمعها
ـ احتقان الحنجرة مصحوبا ببحة في الصوت أو من دون بحة.
ـ السعال
ـ الصداع
ـ آلام في الجسم
ـ التعب
ما العمل؟
يتضح مما ورد اعلاه ان للزكام أو الرشح أو البرد الشائع والانفلونزا اعراضا متماثلة. ولكن اعراض الزكام الشائع تكون أخف عموما ولا تنشأ بصورة مفاجئة. وتبدأ اعراض الزكام أو الرشح أو البرد عادة بعد ثلاثة ايام على انتقال الفيروس ولا تستمر أكثر من اسبوع. ويُنصح بالاكثار من السوائل والراحة. ولا بد ان يحاول المريض منع انتشار الالتهاب في البيت أو بين المحيطين به.
العلاج
لا يوجد علاج للزكام او الرشح أو البرد الشائع. وغالبية الأطباء لا ينصحون حتى بتناول أدوية مضادة للفيروسات في مثل هذه الحالات. ولا بد من اعادة التذكير بأن المضادات الحيوية عديمة الفائدة ضد البرد الشائع. وفي الواقع ان زيارة الطبيب لا تكون ضرورية لأن بامكان المريض ان يحصل على ما يحتاجه من الصيدلية دون وصفة لمكافحة الأعراض مثل مضادات الهستامين لتخفيف اعراض المرض في الأنف أو شراب للسعال أو حبوب للسعال واحتقان الحنجرة وخفض الحرارة.
الاستثناء من هذه الوصفات هم الأطفال دون سن السادسة. إذ يجب ألا تُعطى ابدا أدوية لعلاج البرد والانفلونزا من دون وصفة طبية للأطفال دون سن الرابعة، وينصح بعدم إعطائها للأطفال دون سن السادسة لأن مثل هذه الأدوية يمكن ان تسبب آثارا جانبية خطيرة قد تهدد الحياة. وعلى الغرار نفسه فان الأطفال أو البالغين الذين ترتفع حرارتهم فوق 39 درجة مئوي ويعانون من تشنج في الرقبة والتقيؤ أو الاسهال وآلام في الصدر ودوخة وتشوش أو صعوبة في التنفس ان يراجعوا الطبيب فورا. ويجب العودة الى الطبيب إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوع.
المصدر:ايلاف