ا لبهاء زهير :
دع الوشاة وما قالوا ومـا نقلـو
ابينـي وبينكـم مـا سينفـصـلُ
لكم سرائـر فـي قلبـي مخبـأةٌ
لا الكتب تنفعني فيها ولا الرُسـلُ
رسائل الشوق عندي لو بعثت بها
إليكم لم تسعها الطـرق والسبـلُ
واستلـذُ نسيمهـا مـن دياركـمُ
كأن أنفاسهُ مـن نشركـم قبـلُ
وارحمتاهُ لصـب قـل ناصـرهُ
فيكم وضاق عليه السهل والجبـلُ
يزداد شعري حسناً حين أذكركـم
إن المليحة فيها يحسـن الغـزلُ
يا غائبين وفي قلبـي أشاهدهـم
وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا
--------------
يقول الاخطل الصغير
بلغوها اذا اتيتـم حماهـا
انني مت في الغرام فداهـا
واذكروني لها بكل جميـلٌ
فعساها تبكي علي عساها
واصحبوها لتربتي فعظامي
تشتهي أن تدوسها قدماهـا
-----
ويقول قيس بن ذريح النائح الاخر على لبنى حبيبته التي مات من الشوق لها والهيام
يقول هذا العاشق الضائع مثله مثل كل الشعراء الذين حوول الشعر من الفخر الى العشق
يقول
إلى أشكو فقد لبنـى كمـا شكـا
الـى الله فقـد الولديـن يتـيـمُ
يتيم جفـاه الأقربـون فجسمـهُ
نحيـل وعهـد الولديـن قديـمُ
بكت دراهم من نايهـم فتهللـت
دموعي،فأي الجاز عيـن ألـومُ؟
أمستعبراً يبكي من الشوق والهوى
أم آخـر يبكـي شجـوهُ ويهيـمُ
تهيضني من حب لبنـى علائـق
وأصناف حب هو لهـن عظيـمُ
ومن يعتلق حـب لبنـى فـؤاده
يمت أو يعش ما عاش وهو كليمُ
فأني وإن إجمعت عنـك تجلـداً
على العهـد فيمـا بيننـا لمقيـمُ
وإن زمانا شتـت الشمـل بيننـا
وبينكـم فيـه الـعـد لمـشـومُ
أفى الحـق هـذا قلبـك فـارغٌ
صحيح وقلبي في هواك سقيـمُ!