امتيازات الادباء والكتاب في العالم العربي
بقلم محسن الصفار
سعيد مؤلف واديب عربي في بلد عربي مثله مثل الالاف من اصحاب المواهب الادبية والثقافية وكان دوما يفخر بإنه اديب وكاتب وبان الادباء هم مرآة الامة ينقلون واقعها شعرا ونثرا الى الاجيال القادمة وان الاديب هو من مفاخر كل أمة تعتز به وتقدره وتسمى الشوارع والمدارس على اسمه وبانه سيكون فخرا لبلده وعائلته وكل من يعرفه حتى انه كان يحسب الادب نوعا من القوى الخارقة السوبرمانية والتي يجب اخفائها لحين الحاجة فقط .
الخطوبة
ذهب مع صديقه كي يخطب له فتاة من الحي واستقبلهم اهلها بفتور بعد ان عرفوا انهم قدموا اليهم راكبين تاكسي وليس سيارة خاصة, وبعد الاخذ والرد حول العريس وامواله واملاكه واملاك اهله اكتشفوا بان العريس لايملك سوى راتبه الشهري وبدا في الافق ان الخطبة بدأت تتلاشى فقرر سعيد الاستفادة من قدراته الخارقة فقال لوالد العروس بكل ثقة :
- لاعليكم فأنا شخصيا كفيل العريس واضمن لكم ان ابنتكم ستكون سعيدة معه وتعيش حياة كريمة .
نظر الجميع اليه بتعجب حتى نطق والد العروس وقال :
- حضرتك مطرب ؟
-لا
- لاعب كرة قدم ؟
-لا
- من اصحاب الملايين ؟
-لا
- ومن تكون حضرتك كي نقبل ضمانتك ؟
قلت وكلي فخر وبنفس واحد :
- انا سعيد المؤلف والكاتب الشهير شخصيا .
ضحك الجميع من السعادة والفرح واوصلونا الى باب البيت ومازال صديقه اعزبا حتى اليوم ويرفض الحديث معه !!
الجوازات
ذهب الى دائرة الجوازات كي يحصل على اقامة لوالدته في البلد الذي يعيش فيه وهو كله ثقة بقبول طلبه ولكي يضمن ان احدا لن يرفض له طلبا اخذ معه نسخة من احدث كتبه , دخل على المسؤول وطرح عليه طلبه وقبل ان يكمل كلامه قال :
- ممنوع لانستطيع تلبية طلبك
قال له:
- ولكني حالة خاصة وشخص استثنائي
سأله بدون مبالاة :
- هل حضرتك مطرب ؟
- لا لست مطربا
- لاعب كرة قدم ؟
- لا
- من اصحاب الملايين ؟
- ولا حتى الملاليم
قال له :
- فمن تكون حضرتك اذا ياصاحب الحالة الاستثنائية ؟
قال له وهو يكشف عن سلاحه السري (كتابه ) واضعا اياه على الطاولة امامه:
- انا كاتب واديب ومؤلف .
نظر اليه نظرة اعجاب وابتسم ابتسامة فرح, وبعد يومين عرف ان اقامته هي الاخرى قد تم ابطالها .
مسابقة ادبية
عندما قرأ اعلانا عن مسابقة ادبية ايقن سعيد ان هذه المرة لايستطيع احد ان يرفضه وسيكون هو النجم الواقعي والشخصية الهامة في هذا الحدث الثقافي والادبي الهام , ذهب الى مكان الجهة المنظمة للمسابقة وقدم عدد من اعماله الادبية الى لجنة التقييم فقال احد اعضاء اللجنة :
- سيد سعيد هناك اسئلة مهمة حول طبيعة عملك الادبي والثقافي يجب ان تجيب عليها كي نقرر اشراكك في المسابقة من عدمه .
اجاب سعيد مسرورا :
- تفضل ياسيدي فأنا على استعداد للاجابة على اي سؤال
قال الرجل وهو يبتسم :
- سيد سعيد هل انت من اقارب احد الوزراء ؟
اجاب سعيد مستغربا :
- لا
- هل انت مطرب ؟
- لا
- لاعب كرة قدم ؟
- لا
- من اصحاب الملايين ؟
- لا
نظر اليه الرجل غاضبا وقال :
- مالذي تفعله في مسابقة الادباء والكتاب اذا ؟
اجاب سعيد بصوت مرتجف :
- أنا كاتب واديب
ضحك اعضاء اللجنة وصفق احدهم تأثرا لجواب سعيد وتم رفض طلبه المشاركة في المسابقة بالاجماع مع منعه من نشر اي اعمل ادبية اخرى .
في المقبرة
بعد وفاته اخذ اقارب سعيد جثمانه الى مقبرة المدينة حيث واجهتهم مشكلة غريبة وهي ان المقبرة مملوءة وليس فيها اي شواغر وبالتالي لايمكن دفن جثمان سعيد فيها والحل هو ان يأخذ الاهل الجثمان الى المقبرة الجديدة التي تبعد 200 كيلومترا عن المدينة , انتبهت زوجة سعيد الى هناك مساحة كبيرة خالية في المقبرة فسألت الموظف عنها فاجاب :
- هذه ياسيدتي مساحة خاصة للمشاهير وكبار الشخصيات ولانستطيع دفن مواطن عادي فيها
قالت الزوجة بلهفة :
- ولكن زوجي ايضا من الشخصيات الهامة ويجب دفنه هنا ؟
سأل الموظف :
- هل زوجك مطرب ؟
- لا
- لاعب كرة قدم ؟
- لا
- من اصحاب الملايين ؟
- لا
- فمن يكون زوجك اذا سيدتي ؟
قالت له زوجة سعيد بكل فخر
- هو كاتب واديب ومؤلف
نظر موظف المقبرة اليها مبتسما ومازالت جثة سعيد في ثلاجة المقبرة دون دفن منذ اشهر .