جمال1982 مراقب عام
تاريخ التسجيل : 22/05/2010 العمر : 46
بطاقة الشخصية المجلة: 50
| موضوع: رواية الحب المنسي -2 1/5/2011, 18:40 | |
| - شكرا لك....وهل هذا ما تظنه كافيا لمتابعة حياتي.. - انا آسف..انا لم اقصد هذا..أعرف ان الوضع صعب ولكني متأكد انك ستتحسنين.. - هل هذا صحيح؟ بدا الألم على وجهها.. - بالتأكيد ....فكثيرا من الحالات المشابهه كحالتك يستعيد المريض فيها ذاكرته ولكن هذا يحتاج الى وقت.. - وقت....وماذا تعني بالوقت؟ بضعة ايام؟ سنه؟ اكثر من ذلك؟ حدقت فيه بعيون واسعه ووجه شاحب تابعت قائلة: - وهل سأتذكر كل شئ..كل شئ؟ أعادت كلماتها الأخيرة همسا.. نظر اليها الطبيب وقد لاحظ مدى ارتباكها وارتجافها اخيرا قال: هذا يعتمد على سبب فقدانك الذاكرة....من المحتمل ان السبب لا يمت بصلة الى الجروح التي وجدناها عليك .. الا يحتمل انك لا تريدين التذكر.. ولكن كيف يمكن هذا .. فأنا اريد ان اعرف من انا ؟ ابتسم قائلا: - العقل .. جزء معقد من جسم الأنسان .. وهو لا يقوم دائما بتنقية الأفكار.. فأذا حدث وان حصلت بعض الأشياء غير المستحبة يفضل العقل نسيانها بشتى الطرق وفي هذه الحالة يقوم بنسيان أشياء أخرى عاديه حصلت قبل ذلك..فينيلا افضل ما تقومين به الآن هو اخذ بعض الراحة .. حاولي الا تقلقي فأنت لا تستطيعين استحضار الأفكار ولا الذكريات فهي ستأتي من تلقاء نفسها وبالتدريج .. - ومن المحتمل الا تأتي على الأطلاق .. رأت في عينيه الأجابة.. استدار وخرج من الغرفة .. انتبهت عندها انه لم يخبرها عن اسمه.. من المحتمل انه قدر وضعها فهي لا تعرف أي شئ عن نفسها ولا حتى اسمها ومازالت كذلك....كانت ماتزال تنظر من نافذة غرفتها الى الحديقة وتحدق في المرضى الموجودين هنا وهناك .. عادت الى افكارها.... لقد قيل لها بعض الأشياء عن حياتها.. هل كان من الأفضل ان ترمي بماضيها وراء ظهرها وتنسى كل شئ؟ ولكن هذا ما لاتستطيع عمله او القيام به فيوم ما لابد لها من ان تتذكر ولو اشياء صغيرة ستساعدها بالتأكيد على ازاحة الظلمة من عقلها.. استعادت المعلومات التي اصبحت لديه الآن عن نفسها على أصابعها أسمها فينيلا سو عمرها سته وعشرون عاما تعيش في شقة تقع في شمال لندن .. اشترته منذ ثلاثة اشهر مضت تعمل كسكرتيرة لأصدقاء لها وليس لها من معارف يعلمون عنها اكثر من ذلك.. لم يكن هناك اية معلومات عن المكان الذي قدمت منه قبل شرائها لشقة لندن.. اذا استطاعت ان تعلم مالذي حدث لها كيف تعرضت للحادث.... هل هذا سيساعدها على التذكر؟ كان الدكتور سام والذي اعتاد ان تناديه ينظر اليها بصبر كبير .. نصحها بألا تفكر كثيرا ولا تركز على اتجاه واحد لأنه اذا لم يكن العقل مستعدا لهذا الضغط وهذا التركيز فسيأتي بالنتيجة العكسية.. - ان هذا الأمر بأمكانه ان يكون مريحا لك..فأنت لست الشخص الذي يشعر انه لا ماض له.. ولايمكنك ان تتصور الوضع الذي اعاني منه.. كان صوت فينيلا ضعيفا وهي تحدثه بينما انهارت دموعها .. -ربما ولكني كنت سأحاول .. فأنت لاتريدينني ان اخبرك عما حدث لك ..اليس كذلك؟ انتظر قليلا لكي تستجمع نفسها وتفكر بما قاله لها.. رأي الخوف والقلق على وجهها.. -ارأيت ؟ لاتزيدي الأمر صعوبة .. أتركي الأمور تسير ببطء - ولكن لنفرض انني لم اتذكر أي شئ؟ كانت تصرخ من الألم واليأس .. امسك الطبيب يدها مرة اخرى محاولا مدها بالقوة والثقة بالنفس.. - اعتقد انه يجب التفكير في هذا ايضا .. ولكن ليس أمامك الآن الا ان تبدأي حياتك من جديد وليس هناك من طريق آخر.. ولكن اؤكد لك ان ذلك لن يدوم طويلا..فيوم ما ستتذكرين كل شئ وذلك عندما يصبح عقلك قادرا على استيعاب.... - استيعاب ماذا ؟ حدقت فيه متآملة في أجابته.. الا انه مكث صامتا .. بعد قليل أجابت على السؤال بنفسها ولنفسها.. قادرة على استيعاب ماحدث لي .. هذا ماتقصده اليس كذلك؟ ولكنها تعرف انها ليست قوية بالشكل الكافي لمواجهة تلك الحقيقة ولن تكون ابدا .. على الأقل في الوقت الحاضر.. اما الآن فأنها ستبدأ في عمر السادسة والعشرين .. بدون أهل بدون اصدقاء .. بدون ذكريات وبدون ماض .. ابتعدت فينيلا عن النافذة .. فالناس الذين كانت تراقبهم بدوا لها وكأنهم يقضون عطلة ما.. فهم يتحسنون وينتظرون اللحظة التي سيخرجون فيها من هذ المكان ليتابعوا حياتهم.. قاومت بشدة الشعور بالرثاء على نفسها فلم تكن لتسمح لهذا الشعور باجتياح حياتها والسيطرة على كيانها .. عادت للتفكير في حياتها والطريقة التي كانت تعيشها طبعا لتفكر بما قالوه عنها وما اخبروها به.. لابد ان هناك شيئا ما سيساعدني على التذكر؟ اخبروها انها ترعرت في قرية صغيرة تدعى سوفولك انتقل والدها في تلك القرية عندما اصبح عمرها ثمانية عشر عاما وبعد ان اتمت المرحلة الثانوية ....عملت كموظفة الى ان قتل والدها في حادث سيارة في كندا.. مالذي فعلته فينيلا بعد ذلك....هذا ما لم يخبرها عنه احد كان من الصعوبة ايجاد أصدقاء لها .. فقد ظهر أنها لم يكن لديها أصدقاء محددون .. - في الحقيقة لايبدو أنني تركت أي اثر في حياة أي أنسان ويمكن ان اكون مرشحه الوحيده للزوال بدون أي اثر .. - لا تقولي ذلك..فأنت شابة جذابة فينيلا .. المشكله أنك أنتقلت الى لندن منذ فترة وجيزة .. من المؤكد أنك عملت في اماكن كثيرة فكما علمنا من الوكالة التي كنت تعملين فيها انك من اكفأ الموظفات توقف قليلا وتابع: أظن ان من الأفضل ان تتركي هذه التساؤلات جانبا وكما قلت لك قبلا .. دعي الأمور تسير بطريقة طبيعية انها الطريقة المثلى.. - ولكن....ينقصني بعض الأصدقاء..أني اتساءل لم لا يسأل عني أحد؟ لم لا يأتي أحد الى شقتي للسؤال عني مثلا؟ هل يعقل الا يكون عنواني بحوزة أحد؟ -من المحتمل ان تكون تلك رغبتك ..فينيلا ....أن تقطعي علاقتك بالماضي .. قاطعته بشدة قائلة: - ارغب في ذلك؟هل هذا ممكن؟واذا كان كذلك ....لماذا؟ كانت تلك احاديثها مع الطبيب .. فقد اعتادت ان تجلس اليه وتحدثه .. ماهو السر الذي يكتنف حياتها .. ماالذي يدفعها الى قطع كل صلتها بالماضي ؟ لاحظت ان ذلك السر له دور كبير في فقدانها لذاكرتها حتى انها تود ان تخفيه عن نفسها.. هل هو شئ فعلته.. او هو شئ فعله أحدهم معها؟ شعرت مرة اخرى انها ترتعد من الخوف والقلق.. تذكرت كلمات الطبيب .. صحيح..لم لا تترك كل شئ للزمن عليها الا تسأل نفسها مثل تلك الأسئلة.. عليها ان تترك الماضي وتنظر الى المستقبل..لوحدها.. كانت على وشك ترك المستشفى .. فجروحها قد شفيت وما زالت تحاول البحث داخله عن أية ذكرى.. أتاها الطبيب وطلب منها الخروج ومرافقته لزيارة مريض في مستشفى آخر.. سألته في قلق: - وهل تعتقد أنني سأرى شيئا يعيد لي ذاكرتي.... أنا لست متأكدة.... - لا تبدأي بالقلق مرة أخرى..فأنا لا أدري مالذي يمكن ان يحدث .. فلا تفكري في ذلك كثيرا .. اعتبري خروجنا من المستشفى عبارة عن نزهة....اتفقنا؟ فأنا اود ان أقابل أحدهم هناك .. ولكن لادخل لك بالموضوع.. ماعليك الا ان تتمتعي بالمشوار وبالغداء .. فأنا اود ان اطمئن عليه وأرى كيف تواجهين العالم الخارجي.. نظرت اليه في شك الا ان نظراته كانت مطمئنة.. - حسنا ....هذا اذا كنت متأكد انه لن يحدث أي شئ.. - انا متأكد.. ولكنها لم تكن متأكدة .. شعرت ان هناك شيئا ما سيحدث ولكنها لم تقل له شيئا فقد وضعت ثقتها فيه منذ اللحظة الأولى منذ ذلك الصباح الذي اتى فيه اليها وجلس قربها ممسكا يدها وهي الآن تثق فيه ايضا الآن....وهي تحدق من خلال النافذة تذكرت مباراة الكرة وشعرت مرة اخرى ان ل هدفا آخر من وراء طلبه في اصطحابها تذكرت مرة اخرى ذلك الرجل المقعد ذي الشعر الأسود والذي سيطر بحضوره على الملعب كله.. ذلك الرجل المقعد ذو الجسم القوي الكامل الحيوية والذي بدا لها انه من الصعب متابعة حياته على ذلك الكرسي المتحرك.. لابد وأن تلك الزيارة ستكون ذات شأن بالنسبة لها.. كانت متأكدة من ذلك.. ولابد وانها ستؤثر على حياتها في المستقبل.. في اليوم التالي أخبرها عن العمل كان ذلك اثناء جلوسها في غرفة المكتب في ذلك المستشفى الذي تتعالج فيه .. لذلك اخذ حديثها الطابع الرسمي والعملي.. عكس ما اعتادت عليه اثناء جلوسها معه فخلال الأسابيع القليلة الماضية كانت قد تولدت بينها وبين الطبيب صداقة فقد تكررت لقاءتها وأخذت طابع الصداقة وليس طابع العمل العلاجي.. جلست أمامه وواجهته .. شعرت انه مايزال هناك الجانب الرسمي في علاقتهما.. وشعرت من خلال حديثه انه يتوق الى الأخذ بنصيحته في ترك المستشفى وذلك ليرتاح من مشكلتها.. - عمل؟ ....ولكني لا ادري ما الذي يمكنني عمله.. - انت سكرتيرة جيدة نحن نعرف ذلك كما انه لديك الخبرة في اعمال المكتبات وبذلك ستكونين المساعدة في الأبحاث وفي الكثير من الأشياء بدأت فينيلا تهتم بالموضوع .. سكرتيرة وأبحاث نعم ..ولما لا.. - وهل هذا ماتعرضه علي من عمل ؟ هل تفكر في الاتفاق مع الوكالة التي كنت اعمل بها؟ - في الحقيقة ليس هناك شئ من هذا.. لقد عرفت وبالصدفة من المريض الذي أعالجه – وهو في نفس الوقت صديق قديم لي – انه على وشك مغادرة المستشفى ولكن لسوء الحظ لم يشف تماما فهو غير قادر على السير ..آسف بالطبع انت تفهمين.. كان يتحدث بسرعة وكأنه يود ان يخفي شيئا ما نظرت فينيلا اليه بفضول وشك .. وفكرت ان هناك شيئا يخفيه عنها لذا لا يستطيع مواجهة عينيها تابع قائلا.. - على كل حال .. هذا الرجل مؤرخ..يكتب في تاريخ اوروبا ويحتاج الى شخص اذا صح التعبير يقوم مقام رجليه ويتضمن ذلك السكن معه فهو يعيش في منزل جميل في الواقع انا ارى ان هذا العمل قد خصص لك .. فهو يتيح لك الرجوع الى الحياة بعيدا عن مشاكل الوظائف ومضايقاتها بالنسبة لك ولوضعك.. توقف لبرهة ونظر اليها .. حسنا يمكنك التفكير في هذا العرض.. لست في حاجة لسماع ردك الآن خذي وقتك بالتفكير.. حدقت فيه فينيلا لبرهة .. فكما هو ظاهر يعتبر هذا العرض أفضل الحلول لمشكلتها ولكنها كانت متأكدة ان هناك خفايا لم تعرفها بعد .. عادت وسألته مرة اخرى: - صديقك هذا الذي تتحدث عنه هل تتم معالجته في ذلك المستشفى الذي ذهبنا اليه البارحة؟ - حسنا....نعم....بالفعل انه كذلكيتبع | |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية الحب المنسي -2 1/5/2011, 21:26 | |
| شكرا جمال على نقلك الجزء الثاني ولكن انا سوف اعود اقرأ الجزء الاول وسوف تكون لى عودة ثانية من جديد | |
|
خالدفايز المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 07/10/2010
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية الحب المنسي -2 1/5/2011, 22:17 | |
| مساء الخير الحمد لله على عودتك في السلامة اخ جمال
مقال جميل شكرا لمجهودك
هكذا الدنيا تسير | |
|
رشا مراقب عام
تاريخ التسجيل : 12/10/2010 العمر : 37 البلد /المدينة : تونس
| موضوع: رد: رواية الحب المنسي -2 1/6/2011, 13:55 | |
| رواية جميلة اخ جمال ننتظر بقية الاجزاء و شكرا لك | |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية الحب المنسي -2 1/6/2011, 22:12 | |
| عدت من جديد نعم جميلة جدا في انتظا رالباقي | |
|