السلام عليكم
اخواني اضع اليوم بين ايديكم تعريف لثقافة الأقاليم الصحراوية المغربية
الثقافة الصــحراوية
تعتبر ثقافة الصحراوين بالدرجة الاولى ثقافة عربية اسلامية افريقية لكنها تتميز بعدة ميزات تخصها دون الثقافات المجاورة وخصوصافي الشمال والشرق فهي ثقافة بيطان ويشترك معهم الموريتانيين في اغلب ميزاتها
ثقــافة البيطان
مجتمع البيطان هو ذلك المجتمع العربي المسلم الافريقي المتميز عن جيرانه شمالا وجنوبا وله لهجته وعاداته ولباسه وعلاقاته الاسرية الاجتماعية الخاصة ومثال على ذلك: في الملبس نجد الدراعة الزرقاء او البيضاء واللثام الاسود للرجل والملحفة للمرأة وهذا سوء في البدو او الحضر والكل يتكلم باللهجة الحسانية اما من حيث العلاقات الاسرية الرجل لا يضرب زوجته مثلا(لان ذلك عيب ومانف لاخلاق المجتمع) والمرأة المطلقة تتزوج متى شاءت لان الطلاق لا ينقص من مكانتها او مكانة اهلها وتطل معززة مكرمة سواء عند اهلها او في بيت زوجها تستقبل الضيوف وتكرو من شاءت وذلك شرف لها .ولا ادل على ذلك من ان اهم شرط في الزواج هو "لاسابقة ولا لاحقة"
وللاحترام معنيين عمودي وافقي.فهو افقي في القبيلة والعشيرة والمجتمع حيث الصغير يجل الكبير ويقدره ويحترمه(لاينطر في عينيه مباشرة ولا يرفع صوته امامه....)
وعمودي في العائلة والاسرة الواحدة حيث لكل قدره الذي لا يتجاوزه وهو محترم من غيره..
الـزواج والاسم
الزواج:
كان يتميز قديما بميول كبير نحو (الزواج من الاقارب)بدافع التقارب والتضامن الأسري المغلق .حيث أن المفضلة كانت بنت العم ولو أن القران مع المرأة سواها لم يكن أمرا محضورا أو معابا .ومع الزمن تغيرت الكثير من العادات القديمة فيفي الخطوية .فبدل الزيجات كان يتم الاتفاق بصددها بين العائلتين الخطيبين .اصبح الأمر يبنى على رغبة هذين الأخيرين في التحقيق الاتحاد بينهما كزوجين
أما بخصوص اتمام العقد. فيتم العقدلنصوص الشريعة الاسلامية بحضور اولياء الامر وشاهدي عدل والوكيلين (وكيل الزوج ووكيل الزوجة).ومن اهم الشروط التي ينبني عليها العقد هو ان 'لاسابقة ولا لاحقة '(وذلك لمنع تعدد الزوجات).والمقصود هو ان زواج الرجل من المرأة المعنية يلغي كا زواج سابق له كما ان اي زواج لاحق له يعني طلاقهما منه بصفة الية.
ولا يحضر المعنيان لجلسة اتمام العقد .الا ان القاضي يقوم شخصيا او من خلال شاهدي العدل بالتأكد من رغبتهما في هذا الزواج .وذلك بعد مقابلة كل منهما على حدا .و الحصول على توقيعه الشخصي على وثيقة قبول الزواج (التوقيع الشخصي)من مستحداث الثورة بقصد الزواج بالاكراه
حفل الزفاف :
ينطلق رسميا بعد اتمام العقد وقراءة فاتحة الكتاب.حيث تطلق النساء العنان والزغاريد التي تكسر صمت الليل الصحراوي وجرت ات تتم كا العقود في الليل
ويكون لون ملحفة العروس اسود وابيض وتتزين وتخضب يداها بالحناء وتتحلى بما تملك من حاي تقليدية (في الغالب هي من الفضة والاحجار الكريمة)وعصرية .اما العريس فيرتدي دراعة بيضاء .او زرقاء وسروال تقليدي له حزام جلدي شد على يده وتدلى طرفاه حتى الكعبين .بخلاف السروال الذي يبقى اطرافه في حدود الركبتين .كما يطوق جيده.بلثام اسود نيلي وربما تركه يتدلى باهمال مقصود من فوق كتفه .يحيط به الاصدقاء والاقارب لتم زفافه هو اولا الى الخيمة المخصصة للحفل .وقبل الدخول تتولى احدى النسوة قيادته ليلف بالخيمة من الخارج ثم يدخل ويجلس في الزاوية الشمالية الغريبة صامتا لايتكلم .تاركا كما جرت العادة مكانا يساره للعروس لتتبوأه حين مجيئها .و يستمر الغناء والرقص حتى ساعة متأخرة من الليل وهو الوقت الذي تزف فيه العروس وسط موكب من الزغاريد والاهازيج يسمى "الترواح"وعند باب خيمة العرس تدور معركة حامية الوطيس بين فريقي والعروس ويحاول فريق العريس ادخالها الى الخيمة لتلحق بالعريس بينما يحاول الفريق الاخر منعها من ذلك ...
اعـطاء الاســم
يعد من المناسبات الأهم في المجتمع الصحراوي فبعد سبعة ايام من مجيء المولود (ذكر كان ام انثى)تنطم الأسرة العقيقة وذلك لتسميته .ويختارون سبعة اسماء عادة ماتكون اسماء الاعمام والاخوال او الجدود او اسماء اولياء الله او شخصيات اجتماعية .ومن بين الأسماء السبعة يتم اختيار واحد عن طريق القرعة.اذ تقوم النسوة باختيار سبعة عيدان خضر (طرية)وكل عود يحددون له اسما يرمز اليه ثم يناولون العيدان للام التي لم تكن حاضرة اثناء التعين فتختار احداها ويتم ذلك ثلاث مرات والعود الذي اخدته الام في الجولة الثالثة هو الذي يحمل المولود الجديد الاسم كان يرمز اليه
اللــباس والأكـــل
يلبس الرجل الصحراوي الدراعة وهي لباس فضفاض له فتحتان واسعتان على الجانبين خيط من اسفل طرفيه وله جيب على الصدر والدراعة عادتا ماتكون بيضاء او زرقاء اللون ولها سروال خاص بها اضافة الى الرداء الاسود(اللثام الاسود يسمى محليا)
وتلبس النسوة الملحفة كذلك ثوب فضفاض وهي عبارة عن قطعتي قماش جمعتا طولا بالخياطة طولها حوالي اربعة امتار والوانها متعددة وكثيرة .في الماضي كانت الملاحف السود هي الشائعة لكنها اليوم تجاوزت اللون الواحد لدرجة انه اصبح من غير الممكن تحديد لون بالعين
الوجبة الرسمية في الأفراح هي دواز بمرق اللحم .يشارك الصحراويين بعضهم في الاكل في نفس الاناء وهذا على التلاحم القوي بينهم
الموســيقى والرقــص
تتميز الموسيقى الصحراوية بكونها مزيج بين الموسيقى العربية و الافريقية وتطهر بصمات هذه الاخيرة جلية في الايقاع ويتم الرقص على ايقاع الطبل خشبي على شكل قدحضخم تم التمديد قطعة جلدية فوق فوهته وربطت باحكام ويرقص الصحراويين على رمال الصحراء لكن النساء هن اللواتي يقمن بالحركات التعبيرية .ويؤدينها ببراعة اكبر وهي تعابير مرتبطة ربما بكون المرأة تقليديا هي صاحبة الطبل الاولى وبالتالي ذات حس ايقاعي رهيف وربما كانت هذه العلامة هي التي اضفت على الرقصة الصحراوية ميزة تتمثل في اهمية الاصابع وحركتها بالاطافة الى الحركات الكثر نعومة ورقة واسلوبية حيث الايدي المخضبة المسودة بالحناء هي التي تقوم برسم الايقاعات في الفراغ وللرقصة الصحراوية خاصية تعبيرية خارقة .فالمرأة الصحراوية راقصة بارعة طلت ترقص وفي كل الطروف وفي المناسبات الوطنية والحفلات العاءلية كحفلات الزفاف ...الخ
الشعر الشعبي الحساني
يتميز الشعر الشعبي الصحراوي والذي هو جزء من الشعر الحساني عامة بعدة بحور تقاس بالمتحركات وتختص بعضها عن بعض باضطراب العوامل اي النصب والخفض والرفع والسكون .ومن بين هذه البحور من لايعمل به الان
اغراض الشعر الشعبي الحساني فقد نذكر من ابرزها
الغزل والنسيب والموعضة والرثاء والحماسة والحكم والالغاز والمديح والذم (الهجاء)والحوار الذي يسمى باللهجة العامية "القطاع"والتأريخ والمفاخرة ويعتبر وعاء تاريخيا لمجنمع ام يعتمد التدوين في حفط تاريخيه
ما يعتبرجائزا وهو الذي يتميز بالتمام اي لا زيادة ولا نقصان في اوزانه :التضمين .اللزوم.والملخ.الانفاق.مردليد اي اللف المرتب وكذا المعكوس ...
المكروه في الشعر الحساني :الزي (بتفخين حرف الزي وكذا دخول كلمات من غيره اللهجة الحسانية لا سيما الفصحى لان ذلك يعتبره الشعراء يحسب ضعفا يحسب على الشاعر كما ان ذلك النوع من الخلط في الشعر يطل غير محبوب لدى العامة
المكروه والمحبوب في الشعر الحساني:الزي(بتفخيم حرف الزي)وكذا دخول كلمات من غير اللهجة الحسانة لاسيماالفصحى لان ذلك يعتبره الشعراء ضعفا يحسب على الشاعر
الألــعاب التقــليدية
لا زالت بعض الالعاب التقليدية حاضرة في الوقت الراهن مثل السيك (وهي لعبة تقوم على الحساب والحط وتتم بين شخصين او فريقيت)وكذلك هناك لعبة طالمة وهي شبيهة بلعبة الضامة حيث يتم خط جدول فوق الرمل وتستعمل احجارا وعيدانا صغيرة وتتحرك القطع تبعا للخطوط افقيا وعموديا بشكل مائل هذا بالنسبة للكبار والشباب
اما العاب الاطفال القديمة فنذكر منها :كرور . وسيك السبع ولوزار ام الطالبات .وكبيبة وتويديت النملى .ولابد من الاشارة الى ان ممارسة هذه الالعاب -العاب الاطفال -اصبحت نادرة ومقتصرة على المناسبات الاحتفالية احياء للتراث الوطني
الضيــافة والتحـــية
اكرام الضيف وحسن استقباله تقليد عربي اصيل يعكسه المجتمع الصحراوي في حياته اليومية فنجد ربة البيت حين تحضر احدى الو جبات تقوم بطهي اكثر من حاجة العائلة وهذا احتمالا لوصول اي صديق او قريب في اللحطات الاخيرة .والشاي ومراسيم اعداده هو بدوره وجها من اوجه استقبال الصحراوي لضيفه ويضاف الى كرم الصحراويين وجودهم.مايميزهم من تضامن وتازر والقيام بصلة الرحم وعيادة المريض ومساعدة المحتاجين
التحية :
مقابلة الصحراوي للاخر تتصف بالحرارة والاطراء وتبادل التحية فيما بينها.الامر الذي يسهر عليه الجميع على اطهاره .بكثير من الاهتمام كلما التقوا ببعضهم .وتبدأ التحية بمصافحة يدوية ثم يرد كل مصافح يده باتجاه صدره عند موضع القلب اشارة الى احترام الاخر .ويشرع في سيل من الاسئلة والاجوبة المتسارعة عن الاهل وحال الاولاد وعن الصحة والحالة العامة .ويمر كل هذا بتسارع حتى ان السؤال احيانا يرد عليه الاخر بسؤال مشابه .ذلك ان طريقة ترتيب هذه الاسئلة والاجوبة تختلف من شخص لاخر .فلكل شخص طريقته التي حفطها نتيجة الرتابة الا في التفاصيل المتعلقة بشخص ما فيكون الرد حسب الاستفهام .ولاتخلو عبارات التحية من تقطيع مستمر بعبارات مثل(الحمد لله.ماشاء الله.نحمد الله.فيلا نعمة الله)ولطالما اثارة هذه الطريقة انتباه غير الصحراويين.
.