سيد صالح مشرف
تاريخ التسجيل : 11/07/2011
| موضوع: عودة إلى نهضة الأمة 8/11/2011, 16:03 | |
| عودة إلى نهضة الأمة
نحن كلنا بشر، كل له أفراحه وأحزانه، وآلامه وآماله، واقعه وحلمه، أعداؤه وأصدقاؤه، وكل منا يعيش في عالمه الخاص الغامض المجهول، الذي يحاول المرء منا أن يخفيه عن غيره ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ويبوح بشيء قليل من أسراره. والحياة مليئة بالمنغصات في هذه الأيام، من ضنك العيش مع سعي المرء طوال اليوم وراء الرزق، وسوء الأحوال المعيشية والغلاء الذي لا يتناسب مع الدخل المتدني، وتفكك روابط الأسرة، وتعقد الحياة الاجتماعية، وصعوبة تربية الأبناء وتعليمهم، واستحالة إرضاء الزوجة أو الزوج ....الخ، وذلك كله للمتزوجين. أما مشكلات الشباب فهي كثيرة من سوء التعليم، والبطالة، وتأخر سن الزواج، والحب، وضياع الوقت....الخ، أما حاجاته فكثيرة أيضاً مثل حاجته إلى العلم، والعمل، وإثبات الذات، والزواج، وكافة الحاجات النفسية والجسدية ....الخ. كل ذلك جعل الفرد محدود التفكير غالباً، يفكر في إيجاد حلول لهمومه ومشكلاته مع أهميتها وعظمها، ويحاول إشباع حاجاته ورغباته، قدر استطاعته، ووفق إمكانياته، في حدود معتقداته التي يؤمن بها. وهذا هو ما يريده منا أعدائنا مع المنافقين والمثبطين والمخذلين في هذه الأمة، حيث تم صرفنا بطريقة خبيثة عن التفكير في هموم الأمة، واقتصر كل منا -إلا من رحم الله تعالى- على التفكير في همه الفردي ونسي أو تناسى هموم الأمة التي هي أكبر مما سواها، وآلام وأحزان الأمة التي هي أعظم مما يتصور الفرد. ومن الهموم الكبرى للأمة : غياب جوهر الإسلام من التطبيق العملي الصحيح، وفق ما أراد الله عز وجل في كتابه العزيز، ووفق سنة محمد صلى الله عليه وسلم، بفهم سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله، والعلماء المجتهدين المجددين. فلقد فُرِّّغَ الإسلامُ من محتواه، فأصبح الإسلامُ صلاةً تؤدى في المساجد كوظيفة يومية للملتزمين بها، وزكاةً تدفع اختيارياً للفقراء والمساكين، وديناً كأي دين آخر، وقرآناً يتلى في المآتم، وحدوداً يوقف تطبيقها برغبة من البشر القاصرين، وشرعاً لك الحرية في قبوله أو رفضه.....وغير ذلك من الطامات على هذه الأمة. وكانت النتيجة أنّ الأمة قد فشا فيها الربا باسم الفائدة المصرفية، والزنا باسم الحرية الشخصية، وشرب الخمور باسم المشروبات الروحية والخدمات السياحية...الخ، وانتشرت البطالة والجوع والفقر والمرض والغلاء والسرقة والقتل والاغتصاب... وغير ذلك الكثير مما أعرفه أو لا أعرفه. ونزع الله تعالى البركة من هذه الأمة بسبب مخالفتها أمره وبعدها عن تطبيق شريعة هذا الدين العظيم في كافة مجالات الحياة المختلفة، وتكالبت عليها الأمم، وتداعت كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وضعفت وهانت الأمة أمام الأمم الأخرى، وأصبحت تابعة لا متبوعة، ومرؤوسة لا رئيسة، وباتت في مصاف الدول الفقيرة المتخلفة رغم توافر المال والنفط في بعض أقطارها.... ومن الهموم أيضاً ما ترتب عن ضعف الأمة، ألا وهو احتلال فلسطين السليبة وتدنيس المسجد الأقصى المبارك من قبل الصهاينة الغاصبين، وتحول قضية فلسطين تدريجياً من قضية إسلامية فعربية ثم فلسطينية ثم قضية غزيّة (نسبة إلى قطاع غزة). ومن الهموم أيضاً الغزو الفكري المادي الغربي، ومحو الهوية العربية واللغة العربية التي أمست تشتكي هجرها من الجامعات والمؤسسات العربية والشركات التجارية، وأصبح المسؤولون والشباب يتكلمون بلغة مختلطة تكثر فيها الكلمات الأجنبية. وأترك لكم المجال لتفكروا في هموم أخرى لهذه الأمة.... فما الواجب علينا في هذه الأيام؟؟ سأكرره مراراً.... أن نبدأ بإصلاح أنفسنا أولاً بالتزام شرع الله تعالى - وأنا أولكم وأحوج منكم إلى ذلك، ثم إصلاح أسرنا... أولادنا بناتنا زوجاتنا أزواجنا، لا تتهاونوا ولا تستهينوا بالأمر وهذا ليس ترفاً فكرياً لا يمكن تطبيقه، فالله عز وجل قال: [سورة الرعد (13): الآيات 8 الى 11] {اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ( 8 ) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9) سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11)}
قال البغوي رحمه الله في تفسيره: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ، من العافية والنعمة، حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ، من الحال الجملية فيعصوا ربهم، وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً، أي: عذابا وهلاكا فَلا مَرَدَّ لَهُ أي: لا رادّ له، وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ، أي: ملجأ يلجؤون إليه، وقيل: وال يلي أمرهم ويمنع العذاب عنهم.
وقال صاحب الظلال رحمه الله تعالى في تفسيره: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } . . فهو يتعقبهم بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم . فإنه لا يغير نعمة أو بؤسى ، ولا يغير عزاً أو ذلة ، ولا يغير مكانة أو مهانة . . إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم ، فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم . وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون . ولكن ما يقع عليهم يترتب على ما يكون منهم ، ويجيء لاحقاً له في الزمان بالقياس إليهم . وإنها لحقيقة تلقي على البشر تبعة ثقيلة؛ فقد قضت مشيئة الله وجرت بها سنته ، أن تترتب مشيئة الله بالبشر على تصرف هؤلاء البشر؛ وأن تنفذ فيهم سنته بناء على تعرضهم لهذه السنة بسلوكهم .
وقال الشعراوي رحمه الله تعالى في تفسيره: وهكذا نجد الحق سبحانه وهو يُغيِّر ولا يتغيَّر؛ فهو المُغيِّر لا المُتغيِّر. وقول الحق سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..} [الرعد: 11] يُوضِّح لنا أن أعمال الجوارح ناشئةٌ من نَبْعِ نفس تُحرِّك الجوارح؛ وحين تصلح النفس؛ تصبح الجوارح مستقيمة؛ وحين تفسد النفس تصير الجوارح غير مستقيمة. فالحق سبحانه وتعالى أخضع كل الجوارح لِمُرادَات النفس، فلو كانت النفسُ مخالفةً لمنهج الله؛ فاللسان خاضع لها؛ ولا ينطق رغم إرادته بالتوحيد؛ لأن النفسَ التي تديره مخالفةٌ للإيمان.
وللحديث بقية... نسأل الله العلي العظيم أن يغير نفوسنا إلى الإيمان الكامل والالتزام بشرع الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
| |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: عودة إلى نهضة الأمة 8/11/2011, 16:07 | |
| موضوع قيم جدا ومفيد ..اختيار موفق ..جزاك الله خيرا
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 4/13/2012, 08:59 عدل 2 مرات | |
|
عمار احمد مشرف القسم الاسلامي
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
بطاقة الشخصية المجلة: 50
| موضوع: رد: عودة إلى نهضة الأمة 8/11/2011, 18:44 | |
| بارك الله فيك باش مهندس دوما راقى دمت بخير
واسال الله ان يصلح جميع احوال امتنا يارب | |
|
سيد صالح مشرف
تاريخ التسجيل : 11/07/2011
| موضوع: رد: عودة إلى نهضة الأمة 8/13/2011, 01:44 | |
| | |
|
عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: عودة إلى نهضة الأمة 4/13/2012, 16:20 | |
| نتمنى ان تعود , جزاك الله خيرا ً أخي سيد | |
|
سيد صالح مشرف
تاريخ التسجيل : 11/07/2011
| موضوع: رد: عودة إلى نهضة الأمة 4/17/2012, 09:39 | |
| - عثمان محمد كتب:
- نتمنى ان تعود , جزاك الله خيرا ً أخي سيد
آمين آمين .. يا رب العالمين .. جزاك الله كل خير أخي عثمان .. | |
|