عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | نسمة صباحية | |
مرت , سكنت هنا , أذابت ما أحضرت معها , صادقت مشاعر من تمتع بقتله القدر , قصتي وقصة كل البشر , خيالاتهم تلهو في عوالم متشابهة , في أزمنة معقدة , حكاياتهم كتب مفتوحة , يغرف منها من أراد لكن أصل الحكاية لا يعلمها من أخفى وجهه من الحقيقة , بل يعلمها من طوق الصمت جسده , تلحف بأحلام وردية ناعمة , ولف حول عنقة طوق من تفاهات رمادية , وبحر من الضعف ليغوص فيه .
كلماتي لأبدأ معكي الحكاية , حكاية لا تزال تكتب على جدران مدينتي بأروع الألوان , بالدم ينقشها أطفالا ً ونساء ً ورجال , ففي أحد الأيام لامستني نسمة صباح وردية , أيقذت معها كل معاني الحب والجمال , في كل القرى والسهول , منذ البداية وأنا أطاردها , أطلقت العنان لبوحي , ونفضت عني كل غبارات الزمن البالية , فروحي كانت مسكنا ً لكل الطيور المهاجرة , كنت حلما ً بريء يضمه كل من لامسني بصدق , كنت وكنت , فلا ترحلي عن موطني , فصوتك العذب تعبت وأنا بإنتظاره , أيتها الراحلة على أجنحة الحب , كفى عنادا ً وعانقيني , قبل أن أدفن جسدي تحت تراب من أحب , فكم من ليالي كثيرة حاصرتني برودتها , وأي وجع ذلك الذي يمتطي صهوة أحلامي , يلازمني كظلي , دونك أنا ليلة بساحات غريبة , وظل يلازمني كطائر الليل الذي يختفي من زحام خيوط الشمس , فرحلتك ِ كانت طويلة , سرقتي مني كل كلماتي وحروفي , وعدوت خلف الوهم هاربة , ليبلى جسدي بحمى الفراق , وأصبحت أغسل وجعي بدموع الطرقات التي أجمعها من عيون الناس , أبحث عن صورك المبعثرة بين أطياف النسيان , ويستبيح الغرباء بيوت مدينتي , يهمشون إشراق الشمس عليها , وبخلدون ويتراقصون لذلك الغروب المخيم على كل أزقتها , يمزقون كل صور العشق فيها , ينثرون رمادها في كل الممرات والطرقات , يدوسها كل من أراد الإنتقام مني , ليعلنوا بعدها إحتفالات أراها بأم العين , أسعد لفرحهم رغم أنهم يرقصون على رماد جثتي , أشعر برغبة شديدة في مشاركتهم , لأعرف طعم الإنتقام الذي لم يسكنني يوما ً , لكن مرؤتي لا تسمح , عنفواني لا يقدر , فقصة الحياة يوما ً لك ويوم عليك . لو تعلمين كم كنت أحلم بك وبكل المساءات الدافئة التي قضيناها سويا ً , أنتظرك عند محطة الأحلام , أنتظر قطار الزمن , أحلم بالسفر معكي , الى العالم الذي تسكنيه , لأسافر معكي بدون جواز سفر , وعقل فارغ بالذكريات , لأبحث عن بريق لعيوني التي سلبها مني معظم من يسكن عالمي , ألتمس كلماتهم المتنقلة بين الشفاه , وأجمع بعد عودتي رحيق من زهور , وبعض أشتال الوفاء , لأزرعها هنا , أسقيها من مائي , لتكبر بسرعة لعل عدواها تنتقل الى أشجار الوفاء هنا التي كبرت وشابت , ولم يبني إي إنسان عليها بيت واحد , بل لم يأكلوا منها ثمرة واحدة , فمذاقها مر , ألتمس الحلاوة من أشجار عالمك , فكفاني بكاءً ودموع , زيارتك ِ أعادة للقلب نبضه , تخليت عن فنجان قهوتي لأجلك , فمسائي كان بادر ً جدا ً , أثقل على كاهلي جليد الفراق , أسدل الصمت على عيوني ستائره المعتادة , فضاء أسود طوق غرفتي , نظرات ملئها القلق , تتلاعب حواسي , ترتعش يداي , حزنا ً على رماد أوراقي المبعثرة في أرجاء غرفتي ومدينتي , فخبريني أنك ِ ستعيدين الشمس الدافئة ألينا , وتمسحي بلمستك ِ المعتادة أحزان الليل , وألم الأحلام , وترسمين بيديك ِ وبألوان وجنتيك ِ على الأوراق البيضاء لوحات من نور , وأن تخترق روحك العذبة كل الأمكنة لتنشر بضعة من كلماتك , من همساتك , من ألحانك , على وجوه بريئة | |
|
2/24/2012, 23:11 من طرف دكتورة.م انوار صفار