34 فناناً يعرضون 130 عملاً في المعرض السنوي العام بالشارقةضمن جهودها المتواصلة لإحداث الأثر الإيجابي في الارتقاء بالفن
الإماراتي، ورصد التطورات الملحوظة في الحركة التشكيلية المحلية والترويج
لها وتسليط الضوء على الفنانين المنتجين لها، تنظم جمعية الإمارات للفنون
التشكيلية وبرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو
المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعرض السنوي العام للجمعية، في الفترة من
الخامس والعشرين من الشهر الجاري وحتى الحادي والعشرين من أبريل القادم.
ويقام المعرض الذي يحتفل في دورته الحالية بمرور ثلاثين عاماً على
إقامته بمتحف الشارقة للفنون، بالتعاون مع كل من إدارة الفنون بدائرة
الثقافة والإعلام في الشارقة ومؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي وإدارة متاحف
الشارقة، كما ستشهد مشاركة فنانين من دولة الإمارات العربية المتحدة،
بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين العرب والأجانب المقيمين بالدولة.
عمل للفنان عبدالقادر المبارك شارك في الدورة السابقة © ارشيفية
المشاركة
وللتعرف على تفاصيل وحيثيات ونوعية المشاركات الفنية في المعرض، التقينا
بالفنان خليل عبدالواحد عضو جمعية التشكيليين والمقيّم العام للمعرض الذي
أشار بداية إلى المعرض في دورته سوف يشهد قفزات نوعية في طبيعة الأعمال
المشاركة، وفي عدد المشاركين الذي وصل عددهم إلى أربعة وثلاثين فناناً
محلياً ومقيماً ينتمون لعدة دول من بينها الإمارات، العراق، سوريا،
السودان، بريطانيا، إيطاليا، إضافة إلى المشاركات الخارجية من دول مجلس
التعاون الخليجي، حيث يشارك فنان من المملكة العربية السعودية وفنان آخر من
سلطنة عمان، وذلك للإسهام في الاطلاع على المشاريع الفنية الخليجية،
وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات وتفعيل اللقاء المباشر مع أصحاب المنجزات
الفنية في مختلف البلدان، بما يخدم الحراك الفني في المنطقة العربية.
وفي سؤال حول طبيعة الأعمال المشاركة في المعرض، قال عبدالواحد “سيضم
المعرض ما يقارب من 130 عملاً متنوعاً من حيث المدارس والاتجاهات التي
تنتمي إليها هذه الأعمال، وسوف يكون هناك تركيز على الأعمال المعاصرة والتي
تنتمي للمدارس المفاهيمية والتركيبية، وفن الأداء الحركي والمجسمات،
والرسم والفيديو الآرت والتصوير الضوئي المتمازج مع الأطروحات الفنية
المعاصرة”.
الفنان المحلي
وأكد عبدالواحد أن المعرض الحالي يترجم مدى التطور الذي لامس تجربة
الفنان المحلي، والتجربة التشكيلية المحلية عام مقارنة بالدول الخليجية
والإقليمية المجاورة، وفسر عبدالواحد هذا التطور إلى وجود منظومة متجددة من
الرؤى الإبداعية في أشكال الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
المحيطة بالفنان المحلي، هذا بالإضافة لوجود تواصل فني مثمر وقوي مع
الثقافات المتعددة في الإمارات، والتي باتت في الخيارات الواسعة والممتدة
التي يمتلكها الفنان الإماراتي ويتماس معها بشكل حيوي ومباشر.
فعاليات
وأوضح عبد الواحد بأن المعرض العام في دورته الثلاثين سوف تصاحبه مجموعة
من الفعاليات المهمة كالورش التفاعلية والندوات الفكرية المرتبطة بالفنون
البصرية، كما أنه يقدم مبادرة داعمة للأجيال الفنية الجديدة من خلال إتاحة
الفرصة أمامهم للتواجد ضمن الساحة الفنية الاحترافية عبر مشاركة عدد من
طلاب كليات الفنون والأقسام الفنية بجامعة الشارقة والجامعة الأميركية
بدبي، ويعرض الطلاب المختارون عدة أعمال تعبر عن ذواتهم الإبداعية وفق ما
حصلوه من علوم أكاديمية وخبرات فنية اكتسبوها عبر برامج العلوم الفنية.
وأشار بيان صادر من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بأن المعرض السنوي
في دوره الحالية سوف يشتمل على دليل عام تفصيلي للمعرض يحتوي على صور
مختارة لكل الأعمال المشاركة مصحوبة بمواد تحليلية وشهادات من الفنانين
أنفسهم حول ما يقدمونه من أفكار وطروحات تمتاز بالتنوع، مع طباعة بعض
الدراسات التخصصية والاستكتابات حول الفن والدور الريادي للمعرض العام في
النهوض بالعملية الفنية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
جوائز
الجدير بالذكر أنه في هذه الدورة طرحت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية
خمس جوائز، ثلاث جوائز أساسية لأول ثلاثة فائزين وجائزتين من لجنة التحكيم.
من جانبه قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائة الثقافة والإعلام
بالشارقة بتصريح قال فيه “إن تجربة المعرض السنوي تستمر منذ ثلاثة عقود
بفضل الدعم والرعاية الشاملتين لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد
القاسمي، من خلال تأمين الأوعية الثقافية الإبداعية الحاضنة للفنون البصرية
بعامة، والمعرض السنوي العام أيضاً، الأمر الذي ساعد على توسيع بيئة
التفاعل الإبداعي الخلاق، ومهّد لهذا الزخم الوفير في العطاء التشكيلي
الممتد من المكان والزمان المُحددين، ليطال البُعدين العربي والعالمي، مما
يمكن أن نلحظه أيضاً في معرض هذا العام، كما في الفعاليات التشكيلية
المتواترة على مدار العام.
وأضاف المظلوم “لقد تم تطوير بيئة العرض والتفاعل الإعلامي الثقافي،
ليصبح المعرض السنوي رافداً مهماً من روافد الإثراء المعرفي الجمالي للفنون
التشكيلية، بالترافق مع اعتماد أفضل آليات التحضير والعرض والتتويج.
أما منال عطايا مديرعام إدارة متاحف الشارقة قالت “إن حرصنا على استضافة
المعارض والفعاليات المختلفة يأتي بهدف تعريف الشعب الإماراتي بالإنجازات
الثقافية والفنية. ولقد أولينا هذا المعرض اهتماماً خاصاً كونه من
الموضوعات الجديرة بالتعريف بها. وقد التزمنا بدعم هذا المعرض لعدة سنوات
باعتباره يعد منصة مهمة جداً تطرح خبرات وثقافات عدد من الشعوب من خلال
الأعمال الفنية المعروضة والمؤثرة والتي تعبرعن وجهات نظر متباينة لفنانين
من أصول مختلفة تجمعهم مظلة واحدة. كما يعتبر هذا المعرض فرصة رائعة
للفنانين الناشئين التعرف على خبرات الفنانين المشاركين من دولة الإمارات
سواء من المواطنين أو من المغتربين، ومن دول المنطقة بشكل عام.