سأتحدث عن قصة قصيرة وقعت للأديب المصري الراحل طه حسين ، وأغلبنا يعلم مدى المضايقات التي تعرّض لها بسبب بعض أفكاره الغريبة والقبيحة ولكنه يظل أديباً قديراً وكان غالبية أدباء مصر آنذاك وفي مقدمتهم أنور الجندي يضايقونه كلما سنحت لهم الفرصة من خلال كتاباته وكان طه حسين يتقبل هذه الإساءات منهم بحكم أنهم أدباء مثله ولكن وفي إحدى المرات وبينما كان يقضي أحد أيامه في فرنسا ومعه الفرنسية التي تعاونه ( فهو كما نعلم أعمى ) استلم رسالة أتت إليه من مصر فقرأتها له عشيقته فإذا هي رسالة من إحدى الصحفيين الشباب الذين لم يبرزوا بعد وفيها يسيل السباب عليه ، فعندها غضب طه حسين وأمر بأن يرسل لذلك الصحفي رسالة يرد له عليها ...... فعندما وصلت رسالة الرد للصحفي فتحها فإذا مكتوب بها (( حتـّـاك !!)) فاستغرب منها الصحفي ، وفي إحدى لقاءات طه حسين الصحفية سأله أحدهم عن هذه الكلمة وماذا يقصد بها ، فقال: لم أشأ أن أعطيه أكبر من حجمه في رسالة الرد فأردت أن أقول (( حتى أنت تهاجمني !! )) فلما نظرت إليها وجدتها كبيرة جداً بالنسبة له فكتبت (( حتى أنت )) فلم أستسغ أن أعطيه ضميراً منفصلاً وبثلاثة أحرف فوجدت أفضل ضمير له هو الكاف لأنه من حرف واحد فقط فكتبت له (( حتاك ))
د