دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: اطلال ملونة-الجزء الاول 2/19/2011, 19:58 | |
|
اطلال ملونة
الجزء الاول
فتاة جميلة , جمالها لا يوصف , عينان ملونتان يصعب تمييز لونهما لانه يتغير حسب الملابس التي ترتديها ما بين الاخضر و الزيتوني و العسلي , منذ ان كانت طفلة صغيرة كانت تعشق الرسم , لم تحب شئ اكثر منه , والان اصبحت من الرسامين المعروفين , لوحاتها تباع بمبالغ خيالية .
اليوم تقف في معرضها السابع بكل فخر و زهو , الكل ينظر اليها و الى لوحاتها الساحرة , ربما لن تبالغ اذا ما قلت ان هناك من يأتي لشراء لوحاتها كي يراها و يتمتع بمنظر جمالها الساحر , بينما كانت تراقب الزوار باهتمام و ترقب لفت نظرها شاب وسيم جدا و انيق جدا , كان يقف امام كل لوحة و ينظر اليها طويلا جدا و كأنه احد النقاد الفنيين المتخصصين في الرسم , كما انه لم يكن ينظر اليها بخلاف باقي الزوار , انتابها الفضول فاقتربت منه و سألته بهدوء :
- هل اعجبتك لوحاتي ؟
- نعم ,, لكن ؟
- لكن ماذا ! هل هناك شئ غريب فيها ؟
- لا ابدا , لكن , لمَ لا ترسمين صورتك الشخصية ؟ قال ذلك و هو ينظر اليها نظرة عابرة جدا ثم عاد يحدق باللوحة .
- ارسم نفسي ؟؟
قالت و هي تضحك
- نعم , سوف تكون اجمل لوحة رسمت في العالم
- اجمل لوحة ؟؟؟ غريب .. لمَ ؟ هل تتصورني الموناليزا مثلا ؟
ردت عليه ضاحكة .
اجاب بجدية واضحة :
- لا .. الموناليزيا كانت رائعة ليوناردو دي فينشي و هي لم تشتهر بسبب جمالها , اما لوحتك , فانها غير ذلك تماما .
نظرت اليه بترقب , كانت تأمل ان يلتفت اليها قليلا , لكنه لم يفعل بل غادر المكان بهدوء و هو يقول :
- سوف اعود عندما تنتهى اللوحة
لوح بيده مودعا دون ان ينظر اليها , شعرت بغصة في صدرها , اسرعت الى مكتبها في نهاية القاعة , اخرجت منه علبة الدواء تناولت حبة منه و شربت قليلا من الماء ثم تهاوت على كرسيها لتستريح قليلا من تأثير الصدمة و الالم الذي اجتاحها و ارهقها بسب هذا الزائر الغريب , لم يفارق تفكيرها لحظة واحدة , كانت تنظر الى ساعة يدها بعصبية واضحة و هي تترقب موعد اغلاق المعرض , شعرت ان الزمن قد توقف و الساعات لا تتحرك , متى يحين موعد الاغلاق يا الهي ؟ دارت في مخيلتها عشرات الافكار و التصورات امسكت علبة الدواء بقوة و كأنها تريد سحقها لتسحق معها هذا المرض اللعين الذي استولى على قلبها و اصبح يهدد حياتها في كل لحظة , افاقت من دوامة افكارها لتلاحظ ان المعرض اصبح خاليا من الزائرين , نظرت الى ساعتها ثم الى الساعة المعلقة امامها على الجدار , ما هذا ؟ مضت نصف ساعة على اغلاق المعرض و هي ساهمة في مكتبها المنزوي في نهاية القاعة , نهضت مسرعة لتغلق ابواب القاعة و تطفيء الانوار , هرعت باسرع ما يمكنها الى باب مقفل قريب من مكتبها يربط القاعة بمسكنها الصغير الذي تشكل قاعة العرض جزءً من مساحته الكلية , مسكن صغير و انيق يلبي احتياجاتها , عبارة عن غرفة نوم و معيشة و حمام و مطبخ لا تتجاوز مساحته الكلية خمسون مترا مربعا , تناولت قطعة قماش من القطع التي تستخدمها للرسم و ثبتتها على الحامل الخشبي , كانت تتحرك بخفة و رشاقة و قد نسيت امر قلبها المريض و الجهد الذي بذلته في المعرض طيلة المساء , دخلت المطبخ لتعد القهوة ريثما تجف قطعة القماش المبللة لتبدء عملها , شربت فنجان القهوة بتمهل , تحركت صوب المرآة الكبيرة المعلقة على جدار المرسم و نظرت الى صورتها المنعكسة على المرآة بتمعن و روية , لم يرق لها لون الفستان الذي كانت ترتديه فاسرعت لتغيره و ترتدي ثوبا ابيضا في غاية الاناقة ثم اسدلت خصل شعرها الفائق الجمال و تركته ينحدر على كتفيها , نظرت و كانهأ ترى نفسها لاول مرة , كانت تبدو كأحدى الاميرات الجميلات في القصصص الرومنسية , بدات تضع الخطوط الاساسية للصورة التي سترسمها لنفسها , كانت توزع نظراتها بين صورتها المنعكسة على المرآة و الشكل الذي بدء يتكون على قطعة القماش الملونة , لم تعلم كم استغرقت من الوقت و هي منسجمة و متلاحمة مع الريشة و الالوان و اللوحة , ظلت ترسم و ترسم دون ان تنتبه للوقت حتى سمعت طرقات على باب مسكنها الامر الذي اثار استغرابها , من يطرق بابها في هذا الوقت من الليل , قالت بصوت مسموع :
- من الطارق ؟
رد عليها صوت نسائي تعرفه جيدا :
- انا يا سيدتي اتيت في موعدي المعتاد
يا الهي انها الخادمة ,
- ما الذي جاء بك في هذا الوقت من الليل
- اي ليل سيدتي , انها التاسعة صباحا
- ماذا ؟ التاسعة صباحا ؟
توجهت الى الباب و فتحته فغمر ضوء النهار عينيها المجهدتين , هل هذا معقول ؟ هل استغرقت الليل بطوله ترسم ؟ نسيت حتى الطعام و موعد الدواء , عشر ساعات متواصلة من العمل ؟
دخلت الخادمة و باشرت عملها و هي تقول :
- هل اعد لك طعاما سيدتي ؟
ضحكت و هي تررد كلمة الخادمة :
- طعام .. طعام العشاء ام طعام الفطور ؟
لم تفهم الخادمة شيئا لكنها كررت كلامها فطلبت منها ان تكمل عملها في المنزل و القاعة بينما تخلد هي الى الراحة و تنال قسطا من النوم تريح فيه جسدها المتخشب و قلبها المرهق , دخلت غرفة النوم و القت بنفسها على السرير دون ان تغير فستانها الابيض الجميل .
استيقظت على صوت الخادمة التي كانت تهزها برفق لتوقظها حيث لم يتبقَ على موعد فتح المعرض سوى ساعة واحدة , فتحت عينيها ببطء لتستوعب الصوت , نظرت الى الخادمة و تمتمت :
- نعم , ماذا تريدين ؟
- انها الثانية عصرا سيدتي , يجب ان تنهضي لتغيري ملابسك و تتناولي طعامك و كذلك الدواء ,
- ماذا ؟ الثانية عصرا ؟ يبدو اني نمت فترة طويلة جدا , طيب , جهزي الطعام حتى استحم و اغير ملابسي . اغسلي هذا الفستان و اكويه لاني احتاجه اليوم ,
نزلت من سريرها بتثاقل لكنها كانت تشعر براحة و هدوء , طيات ثوبها الابيض اصبحت مجعدة نتيجة نومها به , مشت الى خزانة الملابس و هيأت ما تحتاج ارتداءه ثم توجهت نحو الحمام , بعد دقائق خرجت من الحمام و قد لف جسدها الرشيق رداء زاهي الالوان ومنشفة ملونة تلف بها شعرها , الخادمة انتهت من اعداد الطعام و وضعته على المائدة , جلست الى المائدة و تناولت طعامها و هي شاردة الفكر , تناولت قهوتها و بدأت ترتدي ملابسها و تصفف شعرها و تضع مستحضرات التجميل التي زادت من جمالها و تألقها , قبل الثالثة بقليل دخلت قاعة العرض و تجولت بين اللوحات ثم فتحت ابواب المعرض استعدادا لاستقبال الزوار . لم تمض دقائق حتى توافد الزوار على المعرض , فجأة , ظهر الزائر الغريب و اقترب منها دون ان تلحظ دخوله , وقف خلفها تماما و همس :
- هل اكملتِ رسمها ؟
انتفضت بشدة و التفتت اليه قائلة دون تفكير :
- نعم , بدأت العمل عليها
- اذن سأنتظر حتى تنتهين منها
قال ذلك و اختفى من امامها دون ان تعرف وجهته , استغربت ردة فعلها المتشنجة , لماذا تفاجأت به ؟ من هو ؟ في هذا الرجل شيء غريب لم تتبينه , شكله ! صوته ! اناقته ! هل يعني لها شيئا مهما ! هل هو زميل دراسة قديم ! ام انه احد اقاربها الذين فارقتهم منذ زمن بعيد غير آسفة عليهم ؟ عشرات الاسئلة التي لم تجد اجابات عليها . ظل عقلها مسرحا لصور متباينة حول هذا الزائر الغريب حتى انتهاء وقت العرض . اغلقت الابواب و دخلت مسكنها , اعدت طعام العشاء و شربت فنجان قهوة ثم خلعت فستانها لترتدي الفستان الابيض الذي اصبح ملازما لمشروع الرسم هذا , كانت منهكمة كعادتها ليلة امس في تحديد ملامح صورتها على اللوحة و هي تنقل نظراتها ما بين المرآة الكبير و لوح الرسم حتى انقضت ثلاث ساعات شعرت بعدها بالتعب , تركت ادوات الرسم جانبا و خلعت الفستان الابيض لترتدي ملابس النوم و تلقي بنفسها على سريرها , داعب النعاس جفنيها و هي تحلم بالصورة التي سوف تنجزها , تذكرت انها كانت في طفولتها تردد انها سترسم نفسها باجمل شكل , ما الذي ذكرها بهذا , اغلقت جفنيها و ارحت تغط في سبات عميق و قد ارتسمت على وجهها المتورد ملامح طفولية رقيقة للغاية .و في الصباح عاودت العمل الى موعد المعرض وجدته من جديد لم يقل اي شئ سوى ان يلوح لها بيده و من ثم يغادر المعرض , استمر على هذه الحال لعشرة ايام متواصلة حتى اكتملت اللوحة و عندما وضعتها في صدر المعرض كانت تنتظر قدومه كي ترى ما يفعل , كانت تعبتر هذه اللوحة من اجمل و افضل اعمالها الفنية في كل حياتها , لبست ملابس جميلة جدا و كانت تنتظر بفارغ الصبر الساعة الثالثة دخل بسرعة وهرع الى اللوحة وقف امامها و ابتسامة لا توصف على وجهه فسألته بصوت خفيض : -
لمَ انت مسرور الى هذا الحد ؟ لمَ كنت تريد ان ارسمها ؟؟
لم يجب على سؤالها بل قال :
- سوف اشتريها؟
-لن ابيعها , انها ليست للبيع
-بل سوف اشتريها حددي المبلغ فقط وانا ادفع
-قلت لك لن ابيعها , هي لي
-بل انت رسمتها بناءاً على طلبي
-لا لن ابيعك الا اذا اخبرتني لمَ طلبتها؟
ضحك وقال :
- طلبتها ؟ لان كان عليك رسمها
غضبت و حركت رأسها بشدة دلالة الرفض بحيث تناثرت خصلات شعرها فوق وجهها , رفع يده بهدوء و سحب خصلات الشعر الثائر الى الخلف ؟ فتحت عينها , رباه ! تذكرت هذه الحركة قبل سنين مضت حين كانت في السابعة من عمرها , صرخت باعلى صوتها
-احمد؟
- نعم احمد
رباه انت بعد كل هذه السنين اين كنت؟؟ اين كنت والدموع سالت من عينيها هرعت على الارض جالسة جلس معها قال لها :
- عشرين عام ونحن نبحث عنك
بقلم انوار صفار
يتمم
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 2/19/2011, 21:19 عدل 2 مرات | |
|
خالدفايز المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 07/10/2010
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 2/19/2011, 21:07 | |
| مساء الخير
لربما اكتملت القصة وقدم الغائب
ولكن ننتظر الشيء الغامض بين السطور ومن هو احمد وماذا جاء به وهذه الرسامة المرهقة في الرسم ماذا حبا لها القدر وماذا كان في سجاياها من فكر واختلاط مشاعر
طرح جميل مع كل ود
سلم فكرك
هكذا الدنيا تسير | |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 2/19/2011, 21:37 | |
| لن تكلمل القصة --صبرا استاذ خالد شكرا لمرورك --ارجوا ان تتابع الباقي | |
|
رشا مراقب عام
تاريخ التسجيل : 12/10/2010 العمر : 37 البلد /المدينة : تونس
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 2/19/2011, 23:06 | |
| جميل ما كتبتي محاولة جميلة بالكتابة ننتظر البقية | |
|
مها عضوماسي
تاريخ التسجيل : 30/08/2010
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 2/20/2011, 10:33 | |
| قصة جميلة انتظر الباقي الاجزاء | |
|
عماد مشرف
تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 2/20/2011, 20:29 | |
| قصة جميلة وننتظر التكملة تقبلي تحياتي | |
|
عمار الزعبي عضوماسي
تاريخ التسجيل : 11/10/2014 العمر : 54 البلد /المدينة : سوريا الحبيبة
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 5/18/2015, 23:15 | |
| | |
|
ابتسام موسى المجالي مشرف
تاريخ التسجيل : 20/04/2010
| موضوع: رد: اطلال ملونة-الجزء الاول 5/19/2015, 13:01 | |
| قصه جميله جدا ومعره سلم قلمك | |
|