دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: اطلال ملونة -الجزء الثالث 2/21/2011, 21:11 | |
|
الفصل الثالث
عادت عائلة احمد بعد غياب استمر سنوات و فور عودتهم بدأوا رحلة البحث عن مريم , عمدوا في النهاية الى نشر اعلانات في الصحف مرفقة بصورتها حين كانت طفلة صغيرة لكن دون جدوى . حددوا مكافأة كبيرة لمن يعرف عنها اي شئ يمكن ان يوصلهم اليها و لكن لا فائدة , واجهوا مشكلة جديدة سببت لها ازعاجا كبيرا حيث عمد بعض ضعاف النفوس الى الاتصال بهم و نقل مواصفات لفتاة ما كلها خطأ طمعا بالجائزة المعلنة حتى قرروا ترك فكرة الاعلانات بعد ان يئسوا تماما من العثور عليها , بالصدفة , و بينما كان احمد يبحث بالجريدة عن الاعلان الذي وضعه لشركته الجديدة وقعت عيناه على اعلان اثار اهتمامه ( تفتتح الفنانة مريم الامين معرضها السابع ...) لم يصدق مريم ما قرأ ؟ انها مريم .. و الامين ... و الرسم - معقول ؟؟ اكثر من مرة حاول اخبار والدته لكنه خشي عليها من تأثير الصدمة اذا لم تكن هي ؟ ماذا ستكون ردة فعل الوالدة المسكينة ؟ اخذ الصحيفة و وضعها امام والده بهدوء دون ان يتكلم , استغرب الوالد هذا التصرف و نظر الى احمد مستفسرا , لم يجب بل اشار بأصبعه الى الاعلان , دقق الاب نظره فشاهد الاعلان , ثم صاح ... مريم ... طلب منه احمد ان لا يتعجل فقد تكون ليست هي ؟؟ رد الاب مؤكدا انها هي لكن احمد طلب منه التريث. و شرح له تأثير الصدمة على امه حيث انها لم تعد قادرة على تحمل مثل هذه الصدمات , وافق الوالد مرغما ثم سأل احمد عن موعد افتتاح المعرض فأخبره انها ستفتتحه خلال الاسبوع القادم , الاب عاد ليعترض على طول فترة الانتظار لكن احمد طلب منه ان لا يفعل شيئا سوى الانتظار . من جهته , ذهب احمد الى العنوان الذي يقع فيه المعرض , طبعا لم يكن يعلم ان مريم تسكن في نفس المكان , حاول جمع بعض المعلومات من الجيران والمحلات القريبة من المعرض لكنه فوجىء ان الجميع يعرفها حق المعرفة و يشيد بها وباخلاقها العالية , انتظر كثيرا حتى عادت , لم يكن بحاجة لسؤال الجيران عنها لانه عرفها على الفور , اسرع اليها ليحدثها معها لكنها سبقته في الدخول الى الصيدلية دخل خلفها فسمعها تقول للصيدلي : - اعطني دوائي المعتاد رد عليها الرجل بأسى : - آه يا ابنتي , متى تتخلصين من هذا المرض عزيزتي قالت و هي ترسم ابتسامة مرة على محياها الجميل : - لا يا عمي , دعه يقضي علي , لا اظن اني ساتخلص منه , لدي شعور قوي اني لن اعيش اكثر من هذا , اخذت الدواء , فتحت حقيبتها و ناولت الصيدلي ثمن الدواء , كان احمد يتشاغل عنهم وكأن شيئا ما يدفعه للانتظار لكنه كان يراقبها خفية حتى خرجت من الصيدلية , هنا فتح باب الحديث مع الصيدلي قائلا : - اليست الفتاة التي كانت هنا هي الرسامة ؟؟ - نعم بني , هي الرسامة مريم الامين .. - ترى ما هو مرضها؟ نظر الصيدلي اليه مستغربا لكن احمد اجاب بسرعة - لك الحق سيدي لكن انظر فتح الصحيفة التي كان يحملها معه و التي تتضمن اول اعلان كتب عن مريم , كذالك اخرج صورة له مع مريم عندما كانوا صغارا , قال الصيدلي مستغربا - يا الهي .. هذه نفس الصورة التي تضعها مريم في حقيبتها ..كلما تدفع النقود اراها , مرة سألتها من هذا الصبي يا مريم ؟ اجابت هذا ايضا من الذين قرروا تركي يا عمي.. من انت يا ابني ؟ جلس احمد وروى كل القصة للصيدلي.... تألم الصيدلي كثيرا و قال له - خير ما فعلت انك لم تخبر مريم من انت بصورة مفاجئة حيث ان الاطباء قد حذروها من التعرض لأية انفعالات اذ ان قلبها اصبح ضعيف جدا بعد الحادث الذي حدث لعائلة هدى رحمهم الله و احسن اليهم , ثم اخبره الصيدلي بحادث وفاة تلك العائلة و ما حدث لمريم من حينها , عند سماع احمد لما اصاب مريم تأثر كثيرا وطلب عنوان طبيبها المعالج , قرر زيارة الطبيب وبعد ان عرف نفسه الى الطبيب اخبره عن علاقته بمريم و اتفقا على الطريقة التي يخبرونها فيها بشكل يجعلها تتقبل الامر دون انفعال . عاد احمد الى البيت و اخبر اباه بكل التفصيل التي عرفها , تأثر الاب كثيرا و قرر ان يتحرى بنفسه عن كل شئ , بذل جهودا كبيرة و وقتا كثيرا في البحث و التقصي و الاستفسار حتى تمكن من الوصول الى المستثمر الذي شارك مريم في ارض والدها , من المفارقات المفرحة ان المستثمر هذا كان زميله و صديقه العزيز منذ ايام الدراسة و حتى التخرج من كلية الهندسة لذا فقد طلب منه ان يرجع املاك مريم , لكن صديقه رفض طلبه بحجة انها مسألة عمل و استثمار و لا دخل للعلاقات الشخصية فيها , عرض عليه شراء حصة مريم , فحاول صديقه استغلال الموقف لكن ابو احمد حسم الامر حين اخبره بأنه سيقوم بتعريفه الى احدى كبار الشركات الاستثمارية التي توفر له فرص عمل كبيرة و مربحة , عندها , وافق الصديق على العرض و كذلك على بيع حصته في ارض مريم مقابل ربح اضافي على القيمة التي دفعها في بداية المشروع , بعد ان تمكن ابو احمد من انهاء الصفقة ارسل احد موظفيه كي يتفقد بيت مريم ( قصر الاحلام ) و يقيّم الوضع العام للمبنى و يحدد احتياجاته للترميم و التجديد , الموظف وجد المبنى بحال يرثى لها , بعد جولة واسعة في ارجاء المبنى كتب تقريره و حدد نسبة التلف الحاصل في انحاء المبنى ثم قدمه الى ابو احمد , كان الضرر كبيرا جدا و يحتاج لمبالغ باهضة للترميم , فكر ان يستثمر البيت و يحافظ على حقوق مريم من الضياع حيث عرضه على شركة سياحية تستثمر المبنى لأنه يقع في منطقة سياحية يزورها معظم السياح في جميع المواسم , ثم ذهب ابو الى مريم دون ان يخبرها من هو ( طبعا ) ليعرض عليها فكرة الاستثمار , استقبلته مريم في بيته , شيء ما في هذا الرجل اثار اهتمامها , كانت تشعر انه قريب منها , تربطها به علاقة اشبه ما تكون بالعلاقة الابوية اكثر مما هي علاقة صداقة او تعارف كما هي حالها في
مواسم المعارض الفنية التي تقيمها و تتعرف من خلالها على مختلف الشخصيات من الرجال و النساء و بمختلف الاعمار و الاذواق , انه شخصية بعيدة عن تلك الشخصيات التي تعرفت اليها , استأذنت منه و دخلت المطبخ لدقائق قليلة بينما كان ينقل نظراته بين اللوحات التي تزين صالون الجلوس , عادت مسرعة و هي تحمل صينية انيقة فيها كوباي قهوة و قدحي ماء , شاهدته يتنقل بين اللوحات فقالت بحذر يشوبه القلق : - هل اعجبتك لوحاتي ؟ التفت اليها بشوق شديد و الدموع تكاد تفر من عينيه لكنه تدارك الامر و اشاح بوجهه عنها كي لا تتنبه لحاله العاطفية المتفجرة نحوها , كاد ان يصرخ باعلى صوته : - مذ كنت في الرابعة من العمر كانت اوراقك الملونة تزين جدران غرفة نومي يا ابنتي الحبيبة ... تمكن بصعوبة من السيطرة على عواطفه و رد عليها بهدوء مصطنع : - انتي مبدعة حقا , اتصور ان اهلك قد علموك الرسم منذ طفولتك .. اصابتها رعشة قوية و شعرت بالغصة تخنقها و لكنها تمالكت نفسها و قالت : - فعلا سيدي , اهلي الذين حرمتني الحياة منهم هم الذين علموني كيف ارسم الالم و اللوعة و اخفيهما تحت ستار الازهار و الالوان , نعم , اصبت تماما سيدي ... - هذا ما اتحسسه في لوحاتك يا ابنتي , عفوا , هل يضايقكِ ان ناديتك يا ابنتي ؟ - على العكس سيدي , انا مشتاقة حد الموت لسماع هذه الانشودة المقدسة , هذا الاسم الذي عشت على ذكراه منذ عشرين عاما مضت , نعم يا ابي ... ... كانت لحظات عاصفة مشحونة بعواطف انسانية نبيلة و صادقة لكن كلاهما تماسك و حاول اخفائها , شربا القهوة دون اي حديث , التفتت مريم الى ضيفها مستفسرة عن سبب زيارته و قالت : - بماذا اخدمك سيدي ؟ - نعم , لقد شغلني جمال اعملك حتى اني نسيت ما جئت لأجله , - شكرا على مجاملتك اللطيفة - لا لست اجامل ابدا , انها الحقيقة , المهم , جئتكِ بشأن القصر الذي تملكينه في المنطقة الجبلية انكمشت مريم على نفسها و تغيرت ملامحها بشدة , بانت على وجهها الجميل امارات الالم و الغصة و سارعت بمسح دمعتين سالتا من عينيها , استغرب ابو احمد هذا الموقف فقال بقلق : - ما الامر يا ابنتي , هل قلت شيئا خاطئا ؟ - العفو سيدي , حاشاك من الخطأ , لكن هذا البيت فجعني بأعز الناس في حياتي , الناس الذين منحوني حبهم و عطفهم بعد ان فقدت اهلي كما اخبرتك و بعد ان هدأت قليلا روت له قصة وفاة عائلة صديقتها العزيزة و الوحيدة ( هدى ) في حادث السيارة و اعتبرت مريم نفسها المسؤولة عن وفاتهم لانها طلبت من والد هدى القيام بكافة اجراءات الشراء و الترميم في حينها , حاول ابو احمد مواساتها و التخفيف عنها بكلمات حانية رقيقة حتى استعادت هدوئها و حيويتها , عادت تسأله : - ما هو المطلوب مني ؟ - اريد استثمار القصر تجاريا فما هو رأيك ؟ - لا مانع عندي ولكنه ظل مهملا لعدة اعوام و لا شك انه في حال يرثى لها و يحتاج مبالغ كبيرة لترميمه اليس كذلك ؟ - يا ابنتي , انا مهندس معماري و قد كلفت احد رجال مكتبي بزيارة القصر و تقديم تقرير مفصل عن وضعه العمراني و ما يحتاج من ترميم و صيانة ليصبح محط انظار من يراه , هذا اولا , و ثانيا , اتفقت مبدئيا مع شركة سياحية لاستئجاره و تحويله الى مكان لاقامة السياح , و ثالثا , سأقتطع مساحة كافية تطل على حدائق القصر لتكون مرسما و مسكنا خاصا بكِ , الآن اخبريني , هل توافقين على طلبي ام لا ؟ شرد ذهنها بعيدا , حاولت ترتيب كلماته و مزجها بعواطفها التي تصرخ فيها بقوة , انه قريب من روحها و احاسيسها , عذوبة اسلوبه , دفء كلماته , نظراته الحانية , عندما لاحظ شرودها قال لها : - بعد يومين سيبدا المعرض على ما اتذكر , سأزورك في اليوم الاخير للعرض لأحصل على اجابتك النهائية , فكري بالامر بشكل هادىء و قرري بعدها ماذا ستفعلين ؟ شكرا على ضيافتك الجميلة , يااااا .. ابنتي .. و داعا الآن و لكن , هل توافقين ان ازورك خلال ايام المعرض لان زوجتي تحب الرسم و المعارض بشكل كبير ؟ - طبعا و يسعدني التعرف عليها سوف احضر لكما بطاقتا دعوة .. لحظة من فضلك دخلت ثم عادت ومعها بطاقتا دعوة و سألت بأدب : هل تشرفني بالتعرف على اسميكما الكريمين كي اكتبهما على البطاقتين ؟ اخذ البطاقتان منها و هو يغير الموضوع بمهارة قائلا : - سوف تحبك زوجتي بالتأكيد لانها تحب البنات كثيرا ولم يرزقها الله بابنة .. قال هذا ثم نهض واقفا و توجه نحو باب المنزل , نهضت بدورها و هي تتمتم بكلمات اعتذار غير مترابطة فضحت ارتباكها و حيرتها , رافقته الى الباب و مدت يدها اليه لتصافحه , امسك يديها بين يديه و نظر في عينيها طويلا ثم ودعها و خرج مسرعا , تسمرت في مكانها و هي تتحسس كفها التي احتضنتها كفيه , شعرت بدفء و سعادة , شعور غريب كان يراودها قالت و هي تودعه : - سوف انتظركم , و كما اتفقنا , اليوم الاخير سوف اعطيكم الجواب الاخير
نظرت الى الساعة الكبيرة المعلقة على الجدار , يا الهي , لم يتبق َ سوى دقائق عيها زيارت قبر هدى و والديها ذهبت لزيارتهم وبكت كثيرا ثم نثرت الورد الذي كان معها . على قبرهم وقرأت الفاتحة ..ثم جلست تكلمهم وتقص عليهم ما بالتفصل ما حدث وكانهم يسمعونها
...
]عاد ابو احمد الى بيته مسرعا ليخبر زوجته و ابنه بنتائج لقائه بمريم , كانت مشاعر الفرح تختلط بعواطفه المكبوتة منذ عشرين عاما مضت تجاه ( ابنته ) مريم ,نعم , كانت اكثر من ابنة لانها احالت بيتهم المنطوي على وحيدهم احمد الى جنة غناء بما كان يصدر عنها من تصرفات طفولية لطيفة ملأت حياتهم سرورا و فرحا , وقف امام داره وركن سيارته و حيا زوجته التي لم تكن تعلم شيئا عما قام به هو و احمد , دخل الى الصالة فوجد احمد جالسا على احد المقاعد يشاهد التلفزيون , نهض احمد و حيا والده و قد ارتسمت على محياه علامات اسئلة كثيرة لاحظها الاب جيدا لكنه اشار اليه بالصمت حتى تذهب امه الى للمطبخ لتهيء لهم طعام الغداء , بعد خروج الام شرح الاب التفاصيل التي دارت بينه و بين و مريم و اخبره عن توصله قرار مع مريم للاستثمار القصر فما كان من احمد الا ان يسأل : - شكرا ابي , لكن ما هو موقف مريم ؟ - اخبرتها اني سأزورها بعد غد , اي اليوم الاخير لمعرضها لأعرف ردها , لكني متأكد من موافقتها , و الآن , الم يحن الوقت بعد لنخبر امك بالامر ؟ - نعم , الآن يمكن اخبارها و لكن لا تفاجئها يا ابي لانها مريضة و اخشى عليها من تأثير الصدمة - لا تقلق , ساخبرها بطريقة تجنبها الصدمة اثناء تناول الغداء حاولت مريم ان تنسى زيارة ضيفها الغريب و الحديث الذي دار بينهما بانشغالها بتكميلة الوح لمعرضها حتى , اغلقت الابواب و دخلت مسكنها لتعد وجبة طعام و بعض القهوة , وضعت الطعام و كوب القهوة في صينية متوسطة الحجم وضعتها على منضدة منخفضة امامها في الصالة و بدأت تتناول طعامها بتريث , هناك شيء يدور في ذهنا لا تستطيع ان تتبين ملامحه , جالت بنظرها بين اللوحات المعلقة على الجدران , جميع اللوحات تعكس رؤيا محزنة , الالوان كامدة لا حياة فيها , طابع الالم يغلب على تفاصيلها , تساءلت مع نفسها ( لماذا كل هذا الحزن ؟ ) اليوم انفتحت امامها ابواب ملونة لا تستطيع تفسير مصدرها , ربما كانت زيارة هذا الرجل الغريب , القريب للنفس هي السبب في تبدل تفكيرها و احاسيسها , اكملت تناول طعامها و حملت كوب القهوة بيدها متوجهة الى المرسم تدفعها قوة خفية , يجب ان تقيم معرضا للفرح , نعم , ما الضير في ان تجرب الفرح بعد اعوام طويلة مظلمة جللها الحزن و الدموع و الحسرات على فقدان الاحبة , وفاءا لهم و لذكراهم الخالدة ستقيم مهرجانا من اللون الضاحك المفرح , بدأت ترسم بشغف , تناثرت الالوان و الخطوط و الوجوه الطفولية الباسمة على مساحات القماش , انهمكت جدا متناسية الوقت حتى استفاقت فجرا لتجد نفسها مستلقية على كرسيها , ضحكت من اعماقها ضحكة طفل بريء حصل على لعبته المفضلة , نهضت من الكرسي متخشبة الظهر مع آلام في يديها و رقبتها , اسرعت الى الحمام , وقفت تحت الماء الدافىء المنهمر حتى تلاشت اوجاعها كلها . عندما عرفت ام احمد بخبر مريم تملكها فرح لا يوصف , اجهشت بالبكاء حتى اسكتوها عنوة ثم اخذتها نوبة من الضحك و اخيرا هدأت و التفتت الى زوجها غاضبة قائلة بمرارة : - ماذا تنتظرون ؟ خذوني لها الآن , خذوني لابنتي الحبيبة , ما بالكم ساكتين ؟ - امي الحبيبة , نحن نخاف عليها من تأثير الصدمة , دعينا نقرب لها الامر تدريجيا كي تتعرف علينا اولا - متى ستأخذوني اليها ؟ - بعد غد مساءً - هل تعدني بذلك ؟ - اقسم لك يا امي سنذهب اليها كلنا , و الآن , هل ارتحتِ ؟ ذهب احمد ووالدة الى طبيب مريم واتفقوا على كل شئ كان رسم صورة لمريم من اقتراح الطبيب لانه سأل عن كل شئ
بعد يومين
حاولت مريم ان تنسى زيارة ضيفها الغريب و الحديث الذي دار بينهما بانشغالها بالعرض والزوار و الرد على الاسئلة و تحديد اسعار اللوحات الى غيرذلك من تفاصيل يومية تعيشها مع زوار معرضها حتى انتهاء وقت العرض , حيث حضر ابو احمد وزوجته و احمد عرف ابو احمد زوجتة الى مريم ..مريم شعرت بشعور عجيب حين نظرت الى وجهها كم تبدو لها اليفة هذه المراة الحنون .. مدت يدها لتسلم عليها ولكن ام احمد لم تتمالك نفسها بل حضنتها برفق ..استغربت مريم هذا الامر.وبينما هي تتكلم معم لفت نظرها احمد ..ينظر الى اللوحة كما في البداية و استمر مرور عائلة احمد كل يوم ..بشكل منتظم . احمد يأتي الى المعرض بمفردده كما ان والديه يحضرون على حدة , من جهة اخرى كانت مريم تواصل رسم اللوحة كل يوم .. و خلال 10 ايام من العمل المتواصل على اللوحة كان تستعيد ذاكرتها يوما بعد يوم حتى اليوم الاخير , اليوم الموعود الذي شاهد فيه احمد اللوحة كان يريد شرئها وبعد ان تذكرته مريم .. رفعت رأسها حيث شاهدت ابو احمد و امه ..و لكن هذه المرة عرفتهم دون تردد رمت نفسها في حضن ام احمد والدموع تسيل من عينها كانت اخر ساعات المعرض و لم يبقَ من الزوار سوى هم والطيب او4اشخاص حيث رافقهم احمد الى خارج المرسم بينما كان والديه يمسكون بيدها كل منهم من يد و الفرحة لا تسعهم التحق احمد بعد غلق الابواب الى ابويه و مريم وكذالك الطبيب اطمئن عليها وطمئنهم قائلا الان قلبها احسن من قلبي لا تخشوا عليها وهو يضحك
اجتمع الاربعة حول الطاولة الموجودة في قاعة العرض وصاروا يقصون لبعضهم البعض ما كانوا يعانونه منذ 20 عام مضت . تلك الليلة لم يغمض جفن لاي منهم و لم يتعبوا من الحديث الى ان اشرقت الشمس , اجمل شمس , شمس جديدة دافئة لم يسبق لاي منهم ان شاهدها من قبل . بقلم انوار صفار
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 2/22/2011, 12:47 عدل 3 مرات | |
|