التراث الأدبي
خلال العصر الجاهلي إلى نهاية القرن الرابع الهجري
الحديث عن التراث الأدبي خلال العصر الجاهلي والعصور الإسلامية حتى القرن الخامس الهجري ، يكاد يكون قاسماً مشتركاً بين بلدان الخليج العربي قاطبة فقبائل ربيعة ، ومن بينهم عبد القيس وبكر بن وائل وتميم لا تختص بهم مدينة دون أخرى ، حيث أن جميع أفخادهم انتشرت في هذه المنطقة .
وأمامنا مجموعة من الشعراء المشهورين ، منهم من ينتسب إلى قبيلة عبدالقيس كالمثقب العبدي والممزق العبدي وثعلبة بن عمرو العبدي ، والصلتان العبدي والمفضل بن معشر ويرجع نسب هؤلاء إلى نكرة بن لكيز من سكان القطيف ، وكذلك الأعور الشني ومنقذ بن هلال الشني ، وكلاهما ينتسبان إلى شن بن أفصي القاطنين بأطراف القطيف كما ينسب عيسى بن فاتك الخطي إلى بكر بن وائل وهو من سكان مدينة الخط إلا أن الغالبية العظمى يصعب علينا أن ننسبهم إلى مدينة معينة سواء كانوا من بكر بن وائل كطرفة بن العبد ، والمتلمس ، وابن قمئة ، والمرقش الأكبر ، والمرقش الأصغر ، وسعد بن مالك ونهار بن توسعة ، والمسيب بن علس ، أو كانوا من بني عبدالقيس كنوفل بن مرة العبدي ، ومالك بن عروة ، وحريث بن الزبرقان ، والمفضل ، وعصية ، والمخضع ، والحصين ، وجل بن أشمط ، وزياد الأعجم ، وأمامة بن ربيعة ، وثعلبة بن حزن ، وربيعة بن توبة ، وهرم بن حيان ، وعمروبن هبيرة ، أبو الجويرة ، وعمرو بن مبردة ، وعبدالأعلى الصامت ، والجارود بن المنذر، ومحمد بن أبي شامة ، وانس بن ساحق ، ومعارك بن مرة ، ويزيد بن حداق ، ومسعود بن سلامة ، ومويلك بن قابس ، وشنة بن عمرو ، والنعمان بن حنظلة ، وعمرو بن مرة ، وعطارد بن حاجب ، وعمرو بن أوس ، ومقاتل بن مسعود ، وسلمة بن حبابة ، وصابئ البرمجي ، ومحمد بن ثمامة العبدي ، ويحيى بن بلال العبدي ، وكعب بن جابر العبدي ، وحمد بن اسلم بن مذحور العبدي وغيرهم ، ممن يتجاوزون الأربعين عداً ، وكلهم من بني عبد القيس ، ممن تحفل بإشعارهم المفضليات والأصمعيات وحماسة أبي تمام وحماسة البحتري وطبقات الشعراء ومعجم الأدباء وغيرها ، فهؤلاء وغيرهم لا يمكننا أن ننسبهم إلى مدينة معينة من بلاد الخليج إلا ما نذر .
وكما يقال في الشعر كذلك الأمر يقال بالنسبة للنثر ، فقد أشتهر في هذه المنطقة رجال عرفوا بالبيان والفصاحة في الأدب الجاهلي ، ومن بين القبائل التي تميزت بالفصاحة قبيلة إياد ، التي منها الخطيب المشهور قس بن ساعدة الإيادي وله خطبة مشهورة القاها في سوق عكاظ منها : أيها الناس اسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكا ما هو آتٍ آت ، ليل داج ونهار ساج وسماء ذات ابراج ، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر ، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وانهار مجراه ، إن في السماء لخبرا ، وأن في الأرض لعبرا ، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون ارضوا فاقاموا أم تركوا فناموا ، يامعشر اياد اين الأباء والأجداد ، واين الفراعنة الشداد ، الم يكونوا أكثر منكم مالاً واطول آجالاً ، طحنهم الدهر بكلكه ومزقهم بتطاوله . ثم انشد .
وفي الخطابه برز خطباء عظام كالجارود بن المعلي العبدي ، وصعصعة بن صوحان العبدي ، وصحار بن عياش ، وزيد ين صوحان العبدي ، وشيخان بن صوحان ومصقلة بن رقة بن مصقلة ، وكرب بن رقبة ، والحكيم بن جبلة العبدي ، وغيرهم ، وكان الجاحظ يعجب من تفوه بنو عبد القيس في الشعر والخطابة حين استوطنو بلاد الخليج ولم يكونوا كذلك حينما كانوا في البادية معدن الفصاحة .
منذ بداية القرن الخامس الهجري :
ومنذ بداية القرن الخامس الهجري تستبين الخطوط بوضوح في نسبة كل شاعر إلى مسقط رأسه بحيث لا يتطرق إليه الشك في نسبته إلى مدينة معينة بحكم انتسابه إليها ، كالشاعر مهذب الذين القطيفي الملقب بأسير الهوى ، الذي عاش في القرن الخامس الهجري ، والشاعر أحمد بن منصور القطان القطيفي المتوفي سنة 480هـ وكالسكوني العبدي ، والحسن بن ثابت العبدي ، اللذان ترجم لهما العماد الأصبهاني كتابه خريدة القصر وجريدة العصر ، وهما من شعراء القطيف وقد عاشا في القرن السادس الهجري في عهد الدولة العيونية ، وكالشاعر جعفر بن محمد الخطي المولود في التوبي إحدى قرى القطيف ، وهو من شعراء القرن العاشر الهجري وقد توفي سنة 1028هـ ، وهناك الكثير من شعراء القطيف الذين اغفل ذكرهم التاريخ ، فبلد انجب العديد من الشعراء في العصر الجاهلي وما بعده ، ثم في القرن الثاني عشر وما بعده كيف يصبح عقيماً خلال عشرة قرون ، فلا يبرز سوى عدد قليل من الشعراء الذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ، وقد كان لأطراب الأوضاع السياسية والأجتماعية في تلك العهود دوراً كبيراً في ضياع تلك المخلفات الثقافية وطمس اعلام الأدب والفكر .
ومن شعراء القرن الثاني عشر ومابعده : فرج المادح الخطي المتوفي ( 1135هـ ) والشيخ عبدالحسين أبو ذيب ( 1151هـ ) ومحسن فرج القطيفي ( 1135هـ ) ويوسف أبو ذيب ( 1200هـ ) والشيخ عبدالله العوى ( 1201هـ ) والشيخ حسن المجلي ( 1202هـ ) ، والشيخ محمد عمران ( 1203هـ ) وعلي حبيب التاروتي ( 1250هـ ) والشيخ حسن التاروتي ( 1250هـ ) ومحمد سلطان ( 1251هـ ) والشيخ محمد الشويكي ( 1254هـ ) والشيخ عبدالله المشهدي ( 1255هـ ) وعبدالمحسن الملهوف ( 1260 هـ ) والسيد محمد الفلفل ( 1260هـ ) وعبد العزيز الجشي ( 1270هـ ) والشيخ حسن الصفواني ( 1271هـ ) والشيخ عبد الله الذهبة ( 1277هـ ) والشيخ ناصر بن نصر الله ( 1295هـ ) والحاج يوشع البحارنه ( 1303هـ ) وأحمد بن مهدي ( 1306هـ ) والشيخ أحمد بن آل طعان ( 1315هـ ) والشيخ محمد ابو المكارم ( 1318هـ ) والشيخ محمد الزهيري ( 1329هـ ) والشيخ حسن علي البدر ( 1334هـ ) والشيخ علي القديحي ( 1340هـ ) والشيخ محمد بن نمر ( 1348هـ ) والشيخ عبدالله المعتوق ( 1362هـ ) .
ويلاحظ من الناحية الموضوعية إن إنتاجهم يغلب عليه الوعظ والإرشاد ، ويكاد ينحصر في مدائح ومراثي أهل البيت (ع) ومن الناحية الشكلية يخضع للنج التقليدي في القصيدة الكلاسيكية ، من الأستهلال بالغزل المصطنع ، والتغني بالرسوم والأطلال ، وحشوه بالمواعظ والحكم والحث على الزهد في الدنيا ثم التخلص إلى الغرض الذي قيلت فيه ، كما يغلب على نثرهم طابع السجع المتكلف حتى في عناوين كتبهم ومؤلفاتهم ، وهو الطابع العام للنثر السائد في الأقطار العربية في ذلك العهد .
وحتى الفئة المعاصرة التي لم يكتب لها التبلور بالشعر الحديث ما زالت تسير على النهج التقليدي ، الذي اسلفنا الحديث عنه ، وهو ما نراه واضحاً في شعر الجيل السابق ، كالشيخ علي الجشي ( 1376هـ ) ، والشيخ علي أبو المكارم ( 1364هـ ) والحاج منصور الجشي ( 1360هـ ) والحاج سليمان المسلم ( 1360هـ ) والشيخ فرج العمران ( 1398هـ ) ، والشيخ ميرزا حسين البريكي ( 1326-1396هـ ) والشيخ علي المرهون ، وملا عبدالله الخباز ( 1362هـ ) وملا علي بن رمضان ( 1314- 1397هـ ) ، وملاعبدالمحسن بن نصر ، وأحمد الكوفي ، وملا عبدالكريم بن حمود ، وملا محمد علي ناصر ، وغيرهم