نخالف العرف قليلا ونعود معكم لندخل ببعض جزئيات حياه محمد الذي عشنا معه الجزء الاول.
محمد عاش في ظروف أرغمته على أن يكبر عن جيله بخمس سنوات وضريبه ذلك كان فقدانه جزء كبير من طفولته التي تكون اساس متين لما بعدها فنخرط بالسوق باكر فقسى قلبه كما قست عليه الضر وف وأصبح مقياس كل شيء عنده يخضع للغه السوق . محمد معذور شخصا مثله اصبح يجيد معظم مهن السوق (قيادة السيارات , الميكانيكا,أعمال البناءبكافه أنواعها,البيع والشراء بكافه أشكالها أراضي سيارات وغيرها بسن السادسة عشر أكيد تجلد في صدره كثيرا من المشاعر.
بالرغم من ذلك بقيت القيم النبيلة مزروعة داخل محمد ولم تجف يوما لأنه دائم التواصل مع ربه فكان بعيد كل البعد عن ما يدور داخل السوق من معاصي وكان والديه دوما يذكرونه انه نافذة الأمل التي ينظرون منها إلى الحياة حتى إن والده عندما كان يجلس معه بين الحين والأخر كان يطلب منه أن يقسم على كتاب الله بأن يبقى على العهد الذي قطعه على نفسه وأن يكون بعيدا عن الحرام بكافه أشكاله . كان الأب دون أن يشعر يرسم محمد خط سيره القويم الذي أصبح منهجه وما كان من محمد إلا السير على ذلك – أب شيخ جليل متمسك بعباده ربه قريب منه وأم حنون كلما قامت الليل دعت الله لمحمد- وبفضل ذلك كان توفيق الله له.
تحدث مفاجاءه لمحمد ففي يوم من الأيام يقف محمد أمام طفل بالعاشرة من العمر تقريبا تعود على مشاهدته بتسول في نفس المكان . يمر شريط الحياة أمام محمد ويحمد الله انه لم يصل لهذه ألمرحله ويقرر أن يترجل من السيارة ليسأل الطفل ما السبب وهو يحمل بيده مبلغ ليس بالقليل وعند سؤال الطفل ماالذي دعاك لهذا يرمي الطفل المبلغ ويفر ليدخل بين المباني ويختفي عن الأنضار . من هنا قرر محمد أن يكون هناك جزء مما يكسبه ولو قليل لمثل هذه الشريحة المعدمة والمساعدة قدر الإمكان .
في صباح اليوم الثاني يجد محمد الطفل في نفس المكان ينضر إليه من بعيد ويبادله الطفل بنفس النضرة ثم يتقدم الطفل يستحلف محمد بكل خطوة يخطوها هل أنت من مكافحة التسول محمد مبتسم لا يتقدم ويقول أريد منك المبلغ الذي أردت أن تعطيني إياه يوم أمس فضحك محمد ومد يده بجيبه وضاعف المبلغ وأعطاه إياه ثم أردف قائلا : أنت بالمدرسة اجب نعم وأنت قال محمد وأنا بالثانوية العامة . محمد هل أنت جيد بالمدرسة ضحك وقال لا أنا كسول لأني لا أجد وقت لدراسة وحتى لو درست( شو بدي أصير طيار) –أحلامهم مدمره – حاول محمد أن يأخذ على عاتقه أن ينتشل ذلك الطفل من الوحل قدر الإمكان وقدر الاستطاعة وسال الطفل هل تستطيع أن تعمل بعد الدراسة ولمدة أربع ساعات يوميا بمبلغ خمس دنانير يوميا أجاب الطفل لكن أنا احصل أكثر من ذلك قال محمد ادفع لك الفرق كل أسبوع هز الولد رأسه وذاب بين المحلات ولم يعد أبدا حتى إن محمد لم يراه ولم يعرف مصيره إلى أين ذهب . هل ذهب إلى مكان أخر؟ أم إن قسوة الأيام جعلت عرض محمد عليه من ضرب خيال؟ أم ماذا؟..............
كم كان اثر هذه الحادثة مؤلم بالنسبة لمحمد بان فكره انتشال هذا الطفل من الجو المسموم لم تكتمل وبعد السؤال والتحري عرف انه ينتمي لأسره مفككه أب يعاقر الممنوعات وأم متسوله أسره فككها الفقر وفتك بها بانيابه الحادة .
وحمد الله على ألنعمه التي يعيش بها وعاد إلى منزله وركع يقبل يد أبيه وأمه لما لهم من فضل عليه.
..............نتابع محمدا في الجامعة في الجزء القادم
طايل النجدي
2/11/2013, 09:54 من طرف دكتورة.م انوار صفار