سيرة الشاعر: نجيب بن محمود الريس. ولد في مدينة حماة، وتوفي في دمشق. عاش في سورية. تلقى علومه الأولية في مدارس مدينة حماة الخاصة، ثم انتقل مع والده إلى مدينة حمص، وهناك تابع دراسته على كبار أساتذة اللغة العربية والأدب، إضافة إلى عكوفه على حفظ نماذج شعر المتنبي، وشوقي وغيرهما. استقر في دمشق عام 1918 ومارس فيها أنشطته العملية. عمل في الصحافة (1918)، وراسل عددًا من الصحف اللبنانية من بينها «الأحرار» و«النهار»، ثم انتقل إلى جريدة «المقتبس» التي كان يصدرها محمد كرد علي وشقيقه أحمد كرد علي. وفي عام 1928 أصدر صحيفة «القبس» التي اعتبرت ديوانًا للحركة القومية، وسجلاً للنهضة الوطنية في سورية وفي الأقطار العربية. انتخب نائبًا عن دمشق (1943 - 1947) فاشتهر بكونه خطيبًا مفوهًا جريئًا في الدفاع عن قضايا البلاد، ومصالح الشعب. كان في العشرين من عمره عندما نفي إلى جزيرة أرواد مع كوكبة من أقطاب السياسة والوطنية فتعرض للسجن والاضطهاد، فما بين (1920 - 1943) ظل نزيلاً للسجون والمعتقلات والمنافي في قلعة دمشق والمزة وحلب وبيروت وراشيا والمية مية، وذلك بسبب مناهضته للاستعمار الفرنسي، ودعوته إلى الحرية والاستقلال، مجموع سنوات سجنه - المتقطعة - تبلغ ثماني سنوات.
نشيد يا ظلام السجن خيم للشاعر السوري نجيب الريس الذي كتبه عند اعتقاله غبان الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1920 م و منذٌ ذلك الحين و الشرفاء السوريون يرددون هذا النشيد إما تحت إضطهادات المحتل و لكن لن يطول هذا الوضع بإذن الله فالنصر قادم بإذن الله تعالى للموحدين المجاهدين من اهل الشام
في سجن أرواد
يا ظلام السجن
يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما ليس بعد الليل إلا فجرَ مجدٍ يتسامى إيه يا أرضَ الفخارِ يا مقّر المخلصينا قد هبطناكِ شبابًا لا يهابون المنونا وتعاهدنا جميعًا يومَ اقسمنا اليمينا لن نخون العهدَ يومًا واتخذنا الصدقَ دينًا ايّها الحُراس عفوًا واسمعوا منّا الكلاما متعونا بهواءٍ منعه كانَ حرا مًا لستُ والله نسّيًا ما تقاسيه بلادي فاشهد يا نجم أنّي ذو وفاءٍ وودادِ يا رنينَ القـيدِ زدني نغمةً تُشـجي فُؤادي إنَّ في صَـوتِكَ مَعنى للأسـى والاضطهادِ لـسـتُ والله نَسـيّاً ما تقاسِـيه بِـلادِي فاشْـهَدَنْ يا نَجمُ إنّي ذو وفــاءٍ وَ وِدادِ