تاريخ المرأة السورية نازك العابد (جان دارك العرب).
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
فؤاد حسني الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
موضوع: تاريخ المرأة السورية نازك العابد (جان دارك العرب). 12/7/2015, 23:52
تاريخ المرأة السورية نازك العابد (جان دارك العرب).
من التاريخ المشرف للمرأة السورية - نازك العابد (جان دارك العرب) 1887 - 1959 مؤسسة جمعية النجمة الحمراء 1920
ولدت نازك العابد عام 1887. أبوها مصطفى العابد من أعيان دمشق، تولى محافظة الكرك، وولاية الموصل في أواخر عهد العثمانيين، وأمها فريدة الجلاد، وقد قيل عنها: من نخبة السيدات في زمانها.. طلبت العلم في الخمسين. تعلمت نازك العابد، مبادئ اللغتين العربية والتركية في مدرسة «الرشدية» في دمشق ثم انتقلت إلى مدرسة «الرشدية» في الموصل، وتابعت في المعاهد الخاصة لتعليم اللغات الأجنبية، وتعلمت فنون التصوير والموسيقى كما اهتمت بعلمي التمريض والإسعاف. استطاعت نازك بسبب تزودها باللغات الأجنبية ووعيها المبكر، أن تدرك موقف معلمات اللغة التركية المتعالي، في الموصل، من الطالبات العربيات ومن اللغة العربية، ما جعلها تشكل تجمعاً رافضاً لهذا التعالي فلم تلبث بسبب هذا الرفض ان طردت من المدرسة ثم نفيت وعائلتها لفترة ما إلى مدينة ازمير التركية، حيث دخلت مدرسة الفردوس الأميركية، عادت بعدها إلى الوطن الأم. بعودتها إلى دمشق، شرعت ورفيقات لها، منهن الأديبة ماري عجمي، بمواجهة الاستعمار، فجعلن، من مجلة «العروس» التي أسستها الأديبة المذكورة منبراً يعنى بقضايا المرأة وشؤونها لإيمانهن بأنه أنجع وسيلة لتوعيتها وبهذه القناعة أسست العابد عام 1914 في دمشق أول جمعية نسائية ومدرسة خاصة للبنات هي جمعية النجمة الحمراء عام 1920. لم يطل الأمر، فبنشوب الحرب العالمية الأولى، نفيت نازك مع عائلتها إلى إسطنبول في عهد جمال السفاح. بانتهاء الحرب، عادت إلى دمشق واستأنفت نشاطها، و شرعت تعبر ونساء دمشق عن احتجاجهن على الانتداب الفرنسي بتنظيم مظاهرات تطالب برحيل قوات الاحتلال، والاستقلال والحرية. ما أن تشكلت أول حكومة في عهد الملك فيصل حتى أسست نازك جمعية «نور الفيحاء» للعناية بشؤون بنات الشهداء واتبعتها في عام 1920 بتأسيس مدرسة بنات الشهداء العربية، وأصدرت مع رفيقاتها مجلة «نور الفيحاء» مجلة نسائية صدر منها تسعة أعداد فقط، كما أسست مكتبة خاصة بالفتيات وتبعتها بـ «النادي النسائي الشامي»، وبمجلة الحارس. تعلمت نازك الإسعاف والتمريض، ودخلت المستشفى العسكري بدمشق للمشاركة في العمل الإنساني. في عهد فيصل الأول راحت تكتب في الصحف السورية وتنشر في الصحف العالمية مقالات قومية مطالبة بحرية بلادها، داعية إلى إعطاء المرأة حقوقها، وأصبحت مجلتها ـ التي لم يطل عمرها ـ تدخل البيوت فشبهت بمدرسة متنقلة، تحمل صور التطور الاجتماعي والوطني وتطالب الحكومة العربية بإعطاء حق الانتخاب السياسي، وحرية البلاد العربية ووحدتها، وقد أيد طلبها الأستاذ العالم سعيد الكرمي، وعضو المؤتمر السوري الذي عقد في دمشق لتقرير المصير وحرية البلاد العربية ووحدتها، ومجلة نازك استقطبت أقلام أعيان المفكرين والأدباء. شاركت نازك ، بوعي وبشعور بالمسؤولية، في الحياة السياسية، فحازت على مكانة اجتماعية مرموقة واستحقت ثقة الملك فيصل وتقدير حكومته، فصدر أمر ملكي بمنح، هذه المواطنة المثالية، رتبة عسكرية فخرية (نقيب) . ما أن شرع الفرنسيون باقتحام دمشق وإنذار الملك فيصل بمغادرتها، حتى خاب أمل نازك وصدمت صدمة قوية، لكنها لم تيأس.. وإذا بها تمضي حاسرة عن وجهها مخترقة صفوف الثوار مدافعة عن الوطن والحرية مسعفة المجاهدين معاهدة قومها على القتال معهم، حتى ينالوا حريتهم في أرضهم. راحت تحفز الهمم وتوقد الحماسة لدى المدافعين، وكانت نازك في زي الجندية، جنباً إلى جنب مع الثوار، وقيل عنها: كأن عقدة جان دارك حلت فيها، فآلت على نفسها ألا يهدأ لها بال، حتى ترى بلادها تحررت من كل ضيم وظلم. راحت نازك تمارس الجهاد سراً وجهراً بكل الوسائل المتاحة، فضاقت أعين الانتداب الفرنسي بنشاطها، رصدتها الشرطة، وما كان منها إلا أن أغلقت لها المجلة والمدرسة، ومنعتها من عقد ندواتها الخاصة والعامة، كان نتيجة ذلك أن دخلت المقاومة الخفية. هكذا شرعت تتسلل إلى الصحراء، تارة في زي العرب وتارة في زي الفرسان.. غير آبهة بخطر ما. حين أوفد المحقق الأميركي «مستر كراين» تظاهرت نساء المعارضة، هاتفات ضد الاحتلال وفي مقدمتهن نازك العابد، كخطيبة في المظاهرة، وأخذت تفجر الشعور القومي. أعجب مستر كراين بذكائها وقوة حجتها، وبعودته إلى بلاده مزوداً بالرأي والتقرير، كان اسم نازك العابد من أبرز الأسماء في أوراقه وخواطره. تعرضت نازك العابد بسبب شجاعتها وإقدامها ونشاطها الوطني، لمضايقات شتى، اضطرتها للجوء الى شرق الأردن، حيث أصيبت بخيبات لم تكن تتوقعها، فراحت تلتمس لقضية بلادها آفاقا واسعة، تنشر فيها أخبار الثورة العربية وأسبابها وملابساتها، وحق بلادها في الحرية والاستقلال.. وساعدتها شجاعتها ويسارة عيشها على التجوال في أميركا وعواصم الغرب شارحة واقع بلادها ومطالب قومها الوطنية، على زعماء السياسة والصحافة، فحظيت بالإعجاب والتقدير، ونوهت الصحف الغربية بجرأتها وبطولتها ولقبتها بـ «جان دارك العرب» أما الرحالة والكاتبة الإنكليزية «روزيتا فوريس» في روايتها «سؤال» التي نشرتها عام 1922 فقد جعلت نازك العابد بمغامرتها وشخصيتها بطلة لهذه الرواية.. طال تجوال نازك في الشرق والغرب، وتشردها بعيدة عن أهلها ووطنها، والسلطة الحاكمة تطاردها، إلى أن فرضت عليها الاقامة الاجبارية في مزرعتها الخاصة في ضواحي دمشق، فراحت تشتغل في الزراعة، تعايش الفلاحين، وجعلتهم يعرفون حقوقهم. نشأتها في ظلال الإقطاعية، والسيطرة العثمانية، والاحتلال الفرنسي لم تحل دون اعتناقها لآراء اشتراكية وأفكار عدالة اجتماعية، مارستها في المعاملة والمعيشة، في أرضها ومحيطها الزراعي، هكذا نالت إعجاب البحاثة الأديب الأستاذ محمد جميل بيهم من أعيان بيروت بنشاطها و وطنيتها وتضحياتها وتم زواجهما في عام 1929. شاركت العابد زوجها في الشؤون الوطنية وأسهمت وإياه في خدمة اللاجئين بعد نكبة فلسطين، وأسسا لأبناء المشردين وبناتهم ميتماً، ومدرسة، ومشغلاً للنساء يتعلمن فيه مهناً. أنشأ الزوجان بعد ذلك في عام 1949 جمعية تأمين العمل، نهضت بعبء جسيم في الحياة الثقافية وفي غوث الإنسانية البائسة. كما أسست «عصبة المرأة العاملة» ثم جمعية اخوان الثقافة وقد انبثق عنها ميتم لبنات الشهداء. توفيت نازك العابد عام 1959 بعد أن سطرت صفحات بيضاء في كل ما من شأنه أن يعزز المرأة ويمكنها خاصة في وطنها سورية، ولبنان حيث قضت تاركة لنا أمثولة لا شبيه لها..
وأسست مع زوجها محمد جميل بيهم عام 1933 “جمعية مكافحة البغاء” ، متحدين سلطات الانتداب الفرنسي التي شجّعت على آفة البغاء في لبنان بواسطة التشريعات والقوانين التي كانت تصدرها.
محمد جميل بيهم
وبعد نكبة فلسطين عام 1948 أسست نازك جمعية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين. في عام 1957. وعندما أصبحت في السبعين من عمرها أسست لجنة للأمهات تعمل على رفع مستوى الأم اللبنانية في كافة مجالات الحياة. وفي عام 1959 انتخبت نازك رئيسة لها. وفي شهر آب من العام نفسه توفيت نازك العابد في بيروت عن اثنين وسبعين عاماً قضتها في النضال والدفاع عن الوطن, ورفع شأن المرأة ومحاولة فتح عيون بنات جيلها على الحياة والثقافة والسعي الى المساواة مع الرجل.. فكانت قائدة الحركة النسوية في سوريا ، ورائدة تحرر المرأة السورية .
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
موضوع: رد: تاريخ المرأة السورية نازك العابد (جان دارك العرب). 12/21/2015, 20:50
ما أن شرع الفرنسيون باقتحام دمشق وإنذار الملك فيصل بمغادرتها، حتى خاب أمل نازك وصدمت صدمة قوية، لكنها لم تيأس.. وإذا بها تمضي حاسرة عن وجهها مخترقة صفوف الثوار مدافعة عن الوطن والحرية مسعفة المجاهدين معاهدة قومها على القتال معهم، حتى ينالوا حريتهم في أرضهم. راحت تحفز الهمم وتوقد الحماسة لدى المدافعين، وكانت نازك في زي الجندية، جنباً إلى جنب مع الثوار، وقيل عنها: كأن عقدة جان دارك حلت فيها، فآلت على نفسها ألا يهدأ لها بال، حتى ترى بلادها تحررت من كل ضيم وظلم. بذة رائعة عن امراءة رائعة تستحق التمجيد شكرا لك
تاريخ المرأة السورية نازك العابد (جان دارك العرب).