الوحيد من دفع الثمن
-4-
اياد البلداوي
وقف فوقها كالطود الشامخ ... وهي تحت قدميه كالفريسة الطريحة تتوسله كي يتركها لكنه يأبى ذلك ... ظل يتمتم حتى هاج كالمجنون وهو يصرخ كالمجنون وهي تبكي بين قدميه تطلب رحمته .. ابتعد قليلا عنها ... مازالت مفترشة الارض تبكي منهارة ...
تنهض تتقدم منه قليلا ... تتفحصه لتتأكد ...
- ما بالك تسكن هذا المكان البائس
- ما به ... اعتدت عليه واعتاد علي ... صادقت الصراصر والجرذان ... رطوبة المكان اصبحت جزءا مني
- و (ح.س )
- لقد وافاه الاجل منذ زمن وترك لي كل هذه التركة
- ولكن ...
- يقاطعها – من انت ؟ كيف لك ان تعرفي ( ح . س )
- انا... انا... اعرفه
- يضحك بصوت عال – هو ايضا ؟؟ يا الهي بمن تثق ..؟ الوديع الطيب ... المتدين ؟؟ كل ذلك رياء ...
- لا ..لا ياب.....( لن تستطيع نطق تلك الكلمة ) لا تظلم الرجل ؟؟؟
- اها وتدافعين عنه ايضا ... ما صلتك به ؟
- اعرفه ... كان يساعدني ببعض المال يوم احتجت اليه ...
- هم .. يساعدك ... فعلا كان يجزل المساعده للآخرين ...
- لم لا تترك هذا المكان وتسكن القصر
- ما حاجتي للقصر ؟
- تمتع بثروتك ... اعتقد انها طائله
- نعم ... ولكني لست بحاجتها
- شلون مو بحاجتها ... احنا محتاجيها
- نحن ..؟ من نحن ؟
- أقصد انت
يتقدم منها ... ينظر في عينيها .... يتمعن في تقاطيع وجهها .... ثم يبتعد قليلا ليعود ثانية ....يستعرض كل جزء فيها
- ما بك ... لم تمعن النظر بي ؟
- انا اعرفك ... لقد رأيتك من قبل ... هذا الشكل ليس غريبا عني
- ربما
- لا .. لا ... انا متأكد ولكن أين ...؟
تشيح بوجهها عنه ... يبتعد يضرب رأسه كمن يحاول أن يتذكرها ... يعود نحوها ثانية
- انت تحاول أن تنتقم من نفسك بهذا التصرف
- وانت المصلح الاجتماعي
- لست مصلحا اجتماعيا ولكني اخاف عليك
- تخافين علي ؟
- نعم .. لأنك تهمني
- وأهمك أيضا ... ؟ لم وكيف ؟ من أنت كي أهمك ؟
- انا ... الم نصبح اثنين ؟ شريكين ؟
- اثنين ...شريكين ؟ بماذا أنشاء الله ؟
- بكل شيء .. فأنا شريكتك فيما تملك ؟
- من أنت .... ؟ كيف لك أن تكوني شريكة لي ؟ ها أنت تعيدين هذا الكلام ثانية
- وثالثة ورابعه
- اسمعي .. انا لست بحاجة لمن يلعب باعصابي ... فانا تعب جدا ...
- لماذا ؟