الوحيد من دفع الثمن
-8-
-أنت؟ ماذا تريدين؟
-جئت اطلب عونك...
-أنا؟
-نعم... انت من سيقدم لي المساعدة... هل تسمح لي بالدخول؟
-اين؟
-عندك... اريد ان احدثك عن امري...
-لست بحاجة لمعرفة المزيد... اعرف ما فيه الكفاية...
-ارجوك... اسمح لي
نظرت اليها بصمت... اعتقدت انها تروم مساعدتي حقا ...دخلت وهي تتفحص المكان
كانها تخطط لأمر ما ....جلست وقد كشفت عن ساقيها لانها ترتدي ملابس قصيرة نوعا ما ... لم تثير اهتمامي لاني اعلم من هي... جلست في المكان المقابل لها ...
-تفضلي ...كيف لي ان اساعدك؟
بدأت وكانها تريد سرد قصتها قاطعتها :
-اعرف من انت؟ وكيف وصلت الى هذا الحال... لست بحاجه الى المقدمات ..
ارجوك ادخلي في صلب الموضوع
نظرت الي وكانها تحاول استمالتي اليها... تلك التصرفات كنت قد خبرتها جيدا
نهضت من مكانها ... اعتقدت انها ستغادر اختصارا لمضيعة الوقت... تقدمت
مني :
-ما بك لا تنظر الي؟
-ليس هناك ما يدعوني لذلك
-هل انا لا اعجبك؟
-انت جميله واي انسان يعجب بك ... لكن ...
-ماذا؟
-لست انا
-لم؟اما كنت تلاحقني وتتقصى اخباري؟
-انا صحفي ...وتلك مهنتي
-لذا اقول لك اني بحاجة لمساعدتك...وكل شيء له ثمن
-انت رخيصه جدا
-وانت حقير جدا
اثارتني هذه العباره مما دفعتني لضربها ... صرخت بصوت عالي ...سمع صراخها
من كان في الخارج... اندفعوا نحو الداخل...اصبحت انا الملام في هذه الحاله مما
دفع باحدهم الاتصال بالشرطه
بالفعل حضرت الشرطة واقتادتني متهمة اياي بالاعتداء عليها مستندين في ذلك على
ادعائها وشهادة البعض ممن باعوا ضمائرهم ببعض المال الذي دفعته اليهم ...ماذا
افعل؟ هل اتصل برئيس التحرير ...ام بعائلتي التي تسكن مدينة مجاورة للعاصمة ...
اودعت الحجز...كل من هنا في هذا المخفر يباع ويشترى بالمال... تغيرت النفوس
بعد الحرب... بعيت الضمائر ...عم الفساد والتفسخ الاخلاقي...ماذا سأفعل وسط هذا
الحال؟ناديت احد رجال الشرطة في هذا المخفر
-ارجوك... ممكن استعمل التلفون؟
-اي مو كاعد انت ابيتكم...تسكت لو العن والديك
- استغفر الله العظيم
-شتكول لك ؟
-لم اقل شيئا
-اسمع ...تدفع عشر دولارات اخليك تخابر
-تتصور اني بهذا المكان وامتلك الدولارات؟
- انت حر...اني اسهل عليك الموضوع... كسرت خاطري
-طيب ...صدقا سأعطيك المبلغ حين اغادر المخفر
- ههههههههههه...
ثم غادر المكان...بقيت في الحجز بمعية المجرمين والقتله...التفت يمينا وشمالا ...
قد اجد من يشير علي في هذا الامر...في هذا الاثناء كنت استمع لضحكات عالية
صادره من غرفة ضابط المخفر...ثم خرجت تلك المرأة وهي تتغنج امام هذا الضابط
كنت اراقب الموقف من ذلك الباب ...نادى احد المحتجزين بصوت هامس:
-تعال ...اسمع...كم من المال في جيبك؟
-يعني...بعض النقود
-حسن تعال واجلس هنا... الى جانبي... ادر وجهك الى الحائط...
تقدمت ...جلست الى جانبه ...فعلت ما طلب مني فعله...
-هات ما عندك من النقود وخذ هذا الهاتف الخلوي واتصل ....بسرعه دون ان يراك
احد
سلمته ما املك من النقود ... اتصلت بعائلتي اخبرهم باحتجازي في هذا المخفر...رغم
انني اكدت على اخي ان لا يخبر زوجتي بما حصل لي...الا اني اعلم علم اليقين أنه
سيفشي هذا الخبر...
انا صحفي ...طبيعي جدا ان يدعوني الفضول للتعرف عن الاسباب التي دعت من معي
في الحجز لوجودهم...ولم يثير انتباهي سوى الذي اعارني هاتفه...هههه... اعارني...
سألته:
-هل لي ان اعرف من أنت؟
-انا مدير عام في وزارة التجارة
-مدير عام؟
-نعم .. لا تستغرب...
-