الوحيد من دفع الثمن
-6-
- اكرهها ... امقتها ... ثروة قضت على كل ماهو انساني ... على الشرف ... لا اريدها ... انها اللعنه ...
- نعمة انعم الله بها علينا
- ما زلت تتحدثين بصفة الجمع
- بالتأكيد كوني شريكتك فيها
- هل هذا همك .... الثروة ... الجاه
- بعد ما عانيت الكثير الكثير لابد ان تصبح هدفي الوحيد
- لذا بعت ابنك بحفنة دنانير ... هذا لو كان ابنك؟
- ماذا ؟
- هي الحقيقة ... ما دمت سلكت هذا الطريق لا بد وانك سلكتيه في اي وقت
- انا لم اعرف سوى ابوك
- لو كان ابي
- بل هو كذلك
- وانت ؟ من انت ؟
- انا .....
تصمت ولن تتمكن من ان تنطق ببنت شفه
- من انت ؟ هل حملت بي تسعة اشهر .... هل تعبت بي ؟ عانيت كباقي النساء؟ صرخت عند المخاض ؟
تقاطعه والالم يصارعها مما يقول ...صرخت مجيبة على تساؤلاته:
- انا ...انا... انا هي ..انا من تحملت كل هموم الحياة ومعاناتها منذ فقدانه .... صراع ادماني هدّ كاهلي .. دمرني ... انا هي .. انا ام.....ك
لا تستطيع نطق تلك الكلمة العظيمة التي تتغنى بها كل امرأة انجبت ولم تنجب طفلا كلمة الحب والامومة .... التصقت حروفها بين منحنيات جوفها...
هنا دون ارادته انطلقت منه صرخة عالية جدا وهو ينطق كلمة :
- اااااااااااااااااااااااااااااااااه
ضرب برأسه على اقرب جدار....
صمت يسيطر على المكان ... الاثنان صمتا طويلا ... مضى بعض الوقت دون
همس يقطع السكون ... ثم قال وهو يفتعل الهدوء الذي يغلف البركان .....
واصل كلامه:
- نعم ...والدليل امامي.. حتى الحروف الثلاثة امتنعت أن تخرج من فمك ... لأنك لن تعرفي معناها ... ضاعت قيمتها منذ بعت ابنك ... كانت لحظة مهمة فقدت معها كل ما يربطك بالاخلاق ... خير دليل ما انت عليه الآن ... أمرأة استغنت عن شرفها من اجل المال...
- لكنك تحمل ........
- يقاطعها
احمل عارك... لن يفارقني ... بنى شرخا عميقا ... هدم جبلا دون ديناميت....
أي حياة ابغي..؟
دع الثورة جانبا... لقد ورثت الكثير....
يلتفت إليها.... يتقدم خطوات باتجاهها.... حتى يقف قبالتها وهو ينظر اليها بحقد
كبير ...
يا الهي ماذا يفعل؟ يجب ا ن أحرك ساكنا... ولكن كيف؟ هل اقتحم عليهما المكان
ماذا ستكون عاقبة فعلتي هذه؟ عدت أترقب ما يحدث....
أحاط رقبتها بكفيه ... كأنه يريد أن ينقض عليها.. يخنقها
بصورة لا إرادية أثارني هذا الموقف ... تيقنت انه يروم قتلها ... اقتحمت الباب بقوه
والحارس يلحق بي... فوجئ الشاب بوجودي... هي الأخرى فوجئت بوجودي إلا أن ذلك لم يكن له ردود فعل ولم يكن هناك ما يثير الانتباه ...قال:
-من أنت؟ ماذا تريد؟
التفت إليها وقال:
-هذا أيضا...يبدو أن مريديكِ كثر؟
الحارس ممسك بيدي :
-أستاذ الله يخليك .... ماكو داعي
-يجب أن امنع هذه الجريمة
-هههه...وأنت المنقذ ... الفارس... المدافع الأمين الذي ينقذ عشيقته؟من أنت؟ كيف تقتحم المكان؟