الوحيد من دفع الثمن
-12-
-( يقاطعها بعنف وهو يتقدم منها) لكن ماذا؟ هل تنكري هذا أيضا...ساعة وجدتك
امام باب القصر وأدخلتك وأردت....يا الهي... أستغفرك ربي وأتوب إليك...وأنت
تهبين جسدك لمن يدفع لك... ألم تذهبِ لذلك الصحفي عند داره
-كيف عرفت؟
- تصلني اخبارك جميعها...أنتِ من اتهمته وألقيتِ به في الحجز زورا لأنه لم يلبي
رغبتك...وأنتِ من أغريتِ الضابط ودفعتِ الثمن...وأنت...
-كفى...كفى أرجوك...( تبكي)
- وهل البكاء سيبرئك ؟ يزيل عنك النجاسة....
- صدقني كانت لي أسبابي التي دفعت بي الى الرذيله
- وتعترفين أنها رذيله...ألن تخجلي من نفسك وأنت تقوليها؟
- لقد عانيت الكثير ... بعد ما دفع لي الحاج
- ثمني الرخيص... يا الهي لم أتصور تلك اللحظة...أم تبيع أبنها من أجل بضعة
نقود؟ اين الأمومة...أين الارتباط الذي منحك إياه الخالق العظيم... ألم تذكري تلك
الأيام ... الأشهر التي كنت أسكن فيها في أحشاءك ...
-كل شيء كان يخطر ببالي...كنت اتلقى المساعدة من اهالي المنطقة وكنا راضون
بما نحن فيه...الا أنهم توقفوا عن ذلك شيئا فشيئا بسبب الغلاء...لم أكن استطع
حتى شراء بعض الطعام لك...هذا ما دفعني
-بيعي...أليس كذلك...
- نعم...بعتك لتعيش الحياة الكريمة...المستقرة...التي تبعدك عن التشرد...وكنت اعتقد
أن تلك النقود ستكون هي الحل...فما أن نفذت حتى عدت لنفس الحال بل أكثر
حاولت العمل في البيوت...وتلك هي الانتكاسة...لحظة السقوط...لقد تغيرت النفوس
اي إمرأة اصبحت صيد سهل حين تعمل وهي لم تكن مسلحة بالعلم..
-ليس كل الناس
-صحيح ... لكن هذا ما حصل معي...لم يمضي يومان على استلامي العمل في هذا
البيت....
-اسمعي...هل انتهيتِ من عمل المطبخ؟
- نعم عمي
- وعمتك؟ هل ذهبت الى العمل؟
- نعم عمي قبل ان تستيقظ أنت
- حسنا...اعملي الشاي واجلبيه
انتهيت من عمل الشاي وجئت به حيث كان يجلس فلم اجده...ناديت بصوت مرتفع
-عمي الشاي جاهز
- اجلبيه اني هنا
تتبعت الصوت...انه في غرفة نومه...ذهبت بكوب الشاي اليه...انه مستلقٍ على سريره
-ضعي الشاي هناك وتعالي
- نعم ( وقفت الى جانب السرير)
- انا متأكد ان المبلغ الذي تأخذيه لن ينفع في شيء...
-الحمد لله اني اتدبر الامر
- لكني سأمنحك الكثير من المال لو نفذتِ ما أطلبه منك
- لك أن تأمرني بما تريد
- أولا ...خذي هذا المبلغ(نهض وتناول محفظته ثم أخرج مبلغا كبيرا وقدمه لي ثم تقدم
مني حتى اني شعرت ان جسده التصق بي..تراجعت بادرني القول) ماذا قلت؟ يجب أن
تنفذي ما اريد والا...( امسك بي ثم شدني بقوة نحوه وانا مترددة بين الرفض فإني بفعلتي هذه سأفقد الكثير وبين الموافقة كون المبلغ كبير وسأدفع ديوني التي تراكمت بذمتي ... حينها لعب الشيطان بعقلي وكذا حاجتي
-تبرير للجريمه... للسقوط والانحلال
- تلك هي الحقيقة ...صدقني...ومنذ تلك اللحظة ...صار يدعوني الى بيت كان قد اتخذه
وبعضا من اصدقاءه للهو...وتوالت علي النقود وانا اريد الاكثر حتى اصبحت لا أهتم أمر فالسقوط تم وأصبحت لن استغني عنه بل اختار بطريقتي
-(يصرخ) كفى ...كفى...اصمتي ...
وهو يتقدم منها وهو كالوحش...يمسك بها ويده حول رقبتها
-تريد قتلي وانا أم......(ثم تصمت)
- (يتوقف) قوليها...لم توقفت...اترين الكلمة توقفت في فمك...لن تتجاوز الحنجرة لانها ترفضك...لستِ اهلا لها...هيا ...هيا ...هيا قوليها..(وهو يضغط على رقبتها)