عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | إمرآة تبكي وطنها | |
هربت من زحمة الحياة والعيون تراقبها , أقفلت باب غرفتها عليها تطلب الوحدة لطالما ملت من وحدتها , لكنها اليوم بحاجة أليها ولبعض الصمت , تريد أن تختلي بنفسها وببعض العمر الذي أسرته في أعماق ذاكرتها , الليلة حيفا تدعوها لزيارتها والإنفراد بها , تطاردها ذكرياتها وهي عاجزة عن الهروب من تلك الليلة , أطفأت أنوار غرفتها تدعي النوم حتى لا يقلق أحدا ً رحلة ذكرياتها , دموعها ساخنة , تلفظ ما بداخلها من ألم , غيوم عابرة تأسر نظراتها فلا ترى سوى أحلامها وتلك السنين التي مرت فحيفا تناديها , تلهث وراء خضرة أرضها , تذكر تلك السحابة المارة لترحل بنظراتها معها كانت تسأل والدها , الى أين تذهب تلك السحابة ماذا تحمل ؟ لماذا لا تمطر الأن ؟ هل أقدر على مجاراتها ؟ هل ستعود من رحلتها ؟هل أخذت بحر حيفا المتبخر معها ؟ تعب والدها من أسئلتها , فأجابها ستبكي هذه السحابة بحر حيفا في منطقة أخرى لتروي عطش الصحراء والكائنات , من تللك اللحظة مازالت وفية لبحر حيفا أينما كانت وسقط المطر, كانت تلهو معه تحت صفحة السماء التي تبكيه كانت تظن أن هذه الغيوم قادمة من بحر حيفا , مليئة بماءه تعكس صورة شاطئه التي لعبت برماله, وما زالت تحن أليه , تشتاق , تتذكر الجلوس برفقة أصدافه كانت تشعر بالأمان تحت قطرات المطر , هو صديقها ووطنها , فكانت تظن أن البحر أرسله هديه , ففلسطين هي الوطن والذاكرة وحيفا هي طفولتها التي تحمل جمالها بالحياة وأشيائها , والذاكرة تحمل عناصرها الطفولية ,تجعلها أجمل تحتفظ بحيفا في صندوق خشبي , قلائد كانت قد إشترتها مرصعة بجواهر البحر , لباس طفولتها تتفاخر به , كأنها كانت تلبس حيفا الى مكان أخر من ذاكرتها تعود بيت صغير تراقب من خلال نوافذه نور الشمس من السماء لحظة شروقها تشهد صحوة الطبيعة والكائنات تراقب المارين والفلاحين الذاهبين لحقولهم تراقب الأطفال وهم يصنعون لعبهم نساء يقطفن أشجار الزيتون تدهشها غرف طابون الخبز تجلس فيه تشاهد رماد وحرارة النار فمن تلك النافذة يدخل العالم الى أعماقها تهرب من جحيم غربتها لتتذكر شوارع حيفا القديمة , إرتفع صوت أنينها وبكائها سمعه من يسكن بالبيت , فأسرعوا سألوها لكنها لم تجب ! فذهبوا ,لم يعرفوا حينها أنها تبكي وطنها, فعند تلك المدينة كانت أخر رحلة لطفولتها , أشبعت قلبها وعينها من رائحة الوطن, جمعت بكوفية أبيها زوادة من ذاكرتها , فالليلة ركبت زورق الذكريات والريح تضرب أشرعتها بقوة, لعلها تلتقي روحها الهائمة مدينتها .
| |
|
1/19/2012, 20:46 من طرف خالدفايز